Print this page

مسيحيون من بغداد والجنوب وسوريا يحتفلون بأعياد الميلاد في كوردستان

بارزاني يعرب عن أسفه لتعرضهم للتهميش والتهديد في العراق

أربيل: 
يحتفل مسيحيو إقليم كردستان بأعياد الميلاد في أجواء بعيدة عن المخاوف والتهديدات التي تعرضوا لها في السنوات السابقة وبالأخص بعد التفجير الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 وأسفر عن مقتل وجرح العشرات ممن شاركوا في مراسم دينية في الكنيسة.

وبهذه المناسبة وجه مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، رسالة إلى المسيحيين في كردستان والعراق والعالم، قال فيها: «إن العراق يمر اليوم بمرحلة إعادة البناء والتقويم، وإن أحد أهم الواجبات هو المحافظة على التعايش والتآلف بين المكونات الدينية والقومية المختلفة، وأن لا يسمح بمس ذلك التعايش والتآلف تحت أي ذريعة كانت». وأضاف بارزاني قائلا إنه «لمن المؤسف جدا أن يتعرض الإخوة المسيحيون في العراق للتهديد والتهميش، ومن حقنا أيضا أن نفتخر بإقليم كردستان الذي بقي بيتا آمنا لكل المكونات وعلينا دوما حماية هذا التعايش».

جلال حبيب، مدير ناحية عينكاوه ذات الأغلبية المسيحية الكلدانية التي تقع شمال غربي أربيل، بين لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة إقليم كردستان أتمت كل الاستعدادات لاستقبال أيام العيد التي يحتفل بها المسيحيون في عينكاوه التي أعدت حملات لتنظيفها وتزيينها بالأضواء، وجرت الاستعانة بعدد كبير من موظفي البلدية بالإضافة إلى عدد كبير من المتطوعين من المواطنين في عينكاوه.

كما أوضح حبيب أن سلطات الناحية بالتعاون مع محافظة أربيل والجهات الأمنية المسؤولة في المحافظة «وضعت خطة أمنية قوية لحماية الكنائس وقاعات المناسبات قبل قداس العيد وفي أيام العيد».

وكشف حبيب عن أن «عددا كبيرا من المسيحيين من بغداد والموصل وكركوك ومدن جنوب العراق وكذلك من المسيحيين السوريين يشاركون مسيحيي الإقليم أعياد الميلاد هذا العام».

المواطنون في عينكاوه أعربوا عن ارتياحهم للوضع الأمني المستقر في الإقليم وعن أسفهم، في الوقت نفسه، لما يمر به مسيحيو العراق من قتل وتهجير وإرغامهم على ترك مناطق سكناهم. إيشو (40 سنة) قال لـ«الشرق الأوسط» إن الكثيرين ممن ضاقت بهم السبل للعيش بسلام في الموصل وبغداد ومدن الجنوب يحتفلون اليوم بعيد الميلاد في أربيل وتحديدا في عينكاوه، واصفا المدينة بـ«الآمنة».

وأضاف إيشو: «كثيرون من جيراني استقبلوا ضيوفا من الموصل تحديدا».

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعرب مطلع الشهر الحالي عن أسفه لما يتعرض له المسيحيون في العراق من تهديد وقتل وتهجير، وعد رئيس بعثته البرلمانية في العراق، ستراون ستيفنسون، إقليم كردستان «الملاذ الآمن الوحيد للمسيحيين».

وحسب الإحصائيات المتوفرة لدى مديرية ناحية عينكاوه فإن أكثر «من 17 ألف مسيحي استقروا في ناحية عينكاوه بعد أن تركوا بيوتهم خوفا من الإرهاب أو أرغموا على ترك بيوتهم من قبل جماعات مسلحة متطرفة».

هيونا (35 سنة) التي أتت من بغداد برفقة عائلتها إلى أربيل، قالت، بدورها، إن المسيحيين في بغداد «أصبحوا يعيشون في وضع سيئ وكئيب وبالأخص بعد ما تعرضوا له في حادثة كنيسة سيدة النجاة». من جهته، قال سركون (23 سنة)، وهو شاب جامعي يسكن الموصل، إن الوضع في الموصل «سيئ جدا بالنسبة لجميع المكونات الموجودة فيها وبالأخص للمسيحيين الذين بات وجودهم في الموصل مستحيلا». وأضاف: «نتعرض دائما للتهديد مع اقتراب أعياد الميلاد، لذلك نضطر إلى إحياء القداس مبكرا قبل الظلام؛ لأننا ممكن أن نتعرض لمضايقات أو لهجمات مسلحة وإرهابية من قبل مجهولين».

 

 

 

 

Read کد خبر: 270