لاهاي ـ هولندا: في إطار مواصلة جهود حكومة إقليم كوردستان لتعريف جرائم داعش الأرهابية ضد الكورد الأيزديين كجينوسايد، ونشاطات اللجنة العليا لحكومة الإقليم لتعريف تلك الجرائم عن طريق محكمة الجنايات الدولية، زار فلاح مسطفى مسؤول العلاقات الخارجية يرافقه وفد من ممثلي منظمتين غير حكوميتين للكورد الأيزيديين المحكمة العليا للجنايات الدولية في لاهاي، حيث قدم تقريراً مفصلا ومكملاً لتلك المعلومات التي قدمت العام الماضي من قبل اللجنة العليا إلى المحكمة.
تجدر الإشارة إلى ان هدف تقديم هذا التقرير هو لحث المحكمة العليا للجنايات الدولية أكثر للبدء باجراء تحقيق أولي على هذه الجرائم. وعلى الرغم من ان العراق ليس عضواً في معاهدة روما الخاصة بمحكمة الجرائم الدولية، ولكن بامكان المحكمة إجراء تحقيق بشأن تلك الجرائم على اساس مواطني تلك الدول العضوة في هذه المحكم والمنخرطين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي وقاموا بهذه الجرائم. علية نرجو أن يكون هذا التقرير نبذة ملحقة لمزيد من المعلومات إلى المحكمة حول تلك الجرائم الجبانة والتي أقترفت على يد مواطني تلك لدول الأعضاء في هذه المحكمة.
هذا وكشف مسؤول العلاقات الخارجية؛ بأن حكومة إقليم كوردستان على إستعداد لتقديم كافة اشكال التسهيلات والدعم اللازم لتحقيق تلك العدالة التي يطالب بها الكورد الأيزيديون وإقليم كوردستان. وأضاف ان الأيزيديين هم مجتمع مسالم وقام مسلحوا داعش بهذه الجرائم الوحشية بحقهم، وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تعريف هذه الجرائم كجينوسايد، ولدينا أدلة حول هذه الجرائم من ناحية الإبادة الجماعية وشهود عيان وضحايا، ويتعين على المؤسسات القانونية الدولية القيام بدروها بهذا الشأن.
واضاف أن حكومة إقليم كوردستان تطالب بالعدالة وتعريف هذه الجرائم وتعويض الضحايا، وتسعى إلى الحد من هذه الجرائم والإطمئنان على عدم تكرارها مستقبلاً.
إجتماع مع وزير الخارجية الهولندي
وفي السياق ذاته، زار فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية والوفد المرافق له، يوم الجمعة 25/9/2015، وزارة الخارجية الهولندية، وكان في إستقباله بيرت كونديروس وزير الخارجية الهولندي.
وفي مستهل اللقاء، أعرب مسؤول العلاقات الخارجية عن شكره للسيد روبرت كوينديرس لحفاوة الإستقبال التي لاقاها، ثم إستعرضة نبذة عن الأوضاع الراهنة لإقليم كوردستان من الناحية السياسية والعسكرية والإقتصادية، والعلاقات بين أربيل وبغداد.
كما تطرق إلى العلاقات الثنائئية بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الهولندية، وكشف عن أهداف زيارته الحالية إلى هولندا والتي تأتي في إطار زيارته إلى محكمة الجنايات الدولية بهدف تعريف جرائم تنظيم داعش الإرهابي ضد المكونات العرقية والدينية كجينوسايد، لذلك دعا مصطفى الحكومة الهولندية وجميع الدول الصديقة إلى دعم هذا الملف من أجل محاكمة المجرمين وتعريف هذه الجرائم الوحشية كجينوسايد.
كما تقدم بالشكر إلى الحكومة الهولندية التي تشارك بفرقة عسكرية كبيرة لتدريب وتأهيل قوات البيشمركة في إطار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
وفي محور آخر من هذا اللقاء، تحدث مسؤول العلاقات الخارجية عن الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين في إقليم كوردستان والذين وصلت أعدادهم قرابة مليونين شخص، حيث تم إسكانهم وهم بحاجة إلى معونات إنسانية أكثر، في الوقت الذي يتعرض فيه إقليم كوردستان غلى أزمة مالية صعبة، لذلك فأن شعب كوردستان والبنية الإقتصادية لإقليم كوردستان بحاجة إلى مساعدات ودعم أفضل.
هذا وفي سياق حديثه، تطرف فلاح مصطفى إلى إستمرار الأزمة في سوريا وتداعياتها على دول المنطقة ومخاوف التنظيمات الإرهابية.
في المقابل جدد روبرت كونديروس وزير الخاردية الهولندي إلتزام بلاده في تعزيز وتنمية العلاقات مع إقليم كوردستان من النواحي السياسية والإقتصادية والإستثمار والمساعدات الإنسانية، وكشف أن الحكومة الهولندية كالعام الماضي قررت الإستمرار في مساعدة النازحين المحليين واللاجئين السوريين.
كما اوضح ان بلاده ستستمر في المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي من خلال الهدمات الجوية وإقامة الدورات التدريبية لقوات بيشمركة كوردستان.
بخصوص جرائم داعش الإرهابية بحق الكورد الأيزيديين،أبدى وزير الخارجية الهولندي دعمه لجهود حكومة غقليم كوردستان، مؤكداً على ضرورة تقديم المجرمين أمام القضاء لمحاكمتهم.
وفي الختام اكد الجانبان على أهمية تنمية العلاقفات من الناحية الإقتصادية والتجارية والثقافية، سيما من خلال المشاركة في المعارض الدولية والمنتديات الإقتصادية.
هذا وحضر اللقاء كل من الجنرال فان دير لان مدير العمليات في وزارة الدفاع والسيدة بيرغيتا تازيلار مسؤولة ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية والوفد المرافق لمسؤول العلاقات الخارجية عمر رشيد وتوفيق رحيم من دائرة العلاقات الخارجية.