Print this page

حوار دبلوماسي إيراني مع ناظم دباغ ممثل حكومة اقليم كردستان في إيران

أشار ناظم دباغ ممثلحكومة اقليم كردستان العراق في حوار دبلوماسي مع الدبلوماسية الإيرانية، إلى زيارة ظريف للعراق موكداّ على حكومة روحاني الجديدة التي ستكون ركيزة أساسية لتحسين العلاقات بين البلدين، مشيراَ إلى حنكة ظريف الدبلوماسية التي تساعد كثيراً في توثيق أواصر العلاقة بين إيران والعراق.

 الدبلوماسية الإيرانية: زار محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية، في أول زيارة رسمية له، مدينة بغداد عاصمة العراق. في هذه الزيارة التقى ظريف نوري المالكي، رئيس الوزراء، وخضير الخزاعي، نائب رئيس الجمهورية، وأسامة النجفي، رئيس مجلس النواب. سلّم ظريف المالكي رسالة روحاني رئيس الجهمورية واسحاق جهانغيري نائب رئیس الجمهوریة وقد هنأ المالكي بدوره الحكومة الجديدة وتولي مسؤولياتها. كان لنا حديث مع ناظم دباغ ممثل حكومة إقليم كردستان العراق حول أهمية هذه الزيارة ونتائجها واليكم هذا الحوار:

 ما هو تحليلكم حول زيارة ظريف وزير الخارجية الإيرانية للعراق؟ لماذا اختير العراق كمحطة أولى للزيارات الرسمية؟

 لأنّ هناك علاقات قديمة ووثيقة بين العراق وايران. كانت علاقات مستحكمة بين السلطات الإيرانية مع القيادات العراقية لاسيّما إبّان الحرب مع ديكتاتور العراق وقد استمرت هذه العلاقات حتى بعد سقوط صدام. في السنوات الأخيرة خاصة بعد أن تأزّم الوضع السوري، تقرّب البلدان أكثر من ذي قبل لأسباب تحصل في المنطقة. وبعد أن تولى الدكتور روحاني الحكومة الجديدة، نتوقّع بأنّ علاقات إيران تتحسّن بشكل كبير مع دول الجوار ولاسيّما مع العراق ستكون أفضل من السابق، بسبب سياسات روحاني. وهذه الزيارة هي دليل واضح لهذه السياسات.

 من أهم الأبحاث المطروحة في هذه الزيارة هو احتمال ضربة أمريكا لسورية. ما هو موقف ايران والعراق تجاه هذا الأمر؟

 على أي حال، كلٌّ من إيران والعراق يريد أن يلعب دورا أساسيا وفعّالا في قضايا المنطقة خاصة حول سورية. سورية تكون جارة العراق وحليفة إيران وأي تغيير يحصل في سورية سيؤثر بشكل أو آخر على البلدين. ومثلما أشار ظريف بأنّ العراق وإيران عانا كلاهما من الأسلحة الكيماوية وهذه الحجة للهجوم على سورية ستتعلق بشكل مباشر بإيران والعراق.

سيؤثر الوضع المتأزم الحالي في سورية وكذلك إذا وقعت حرب بشكل سلبي على إيران والعراق. لهذا يكون من الضروري جدّا تبادل الآراء بين الطرفين لاتخاذ مواقف مشتركة تجاه ما يحصل للحيلولة عن وقوع أي ضربة عسكرية. زيارة ظريف في الظروف الحالية تكون هامة جداَ لما يحدث في الدول الجوار وستساعد في تحسين العلاقات في المستقبل بين البلدين.

 كانت إيران حليفة بشار وهي الأن تعارض أي تغيير يحدث في الحكومة السورية، بينما كان هناك خلافٌ بين العراق وسورية في السابق مع حزب البعث. كم ستكون مواقف مشتركة بين إيران والعراق حول الأزمة السورية؟

 ربما هناك آراء مختلفة. لا نتوقّع بأن يشترك الطرفان في كل المواقف والقضايا. لكن ما يجعل من البلدين

أن يتفقا ويعدلا عن المخالفات هو الوضع الأمني الذي يحدث في المنطقة والتغيّرات التي توشك أن

تتحقق. صحيح كانت ايران حليفة مع بشار ولم يكن هذا الإتحاد مع العراق، لكن حصلت مواقف مشتركة كثيرة بين ايران والعراق حيث جعلت من البلدين أن يتخذا موقفاً واحدا حول سورية وهو بأن تتشكل انتخابات في سورية لشترك الشعب السوري في حق تعیین مصیره ويقرر هل سيبقى بشار على دفّة الحكم أم لا.

 أكدا السيد ظريف والسيد زيبار في حوار صحفي كان لهما على ضرورة حل الأزمة السورية بشكل سلمي، ما المقصود من الحل السلمي؟

 مثلما أشرت بأن الوضع السياسي في سورية يجب أن يقرره الشعب السوري وستكبر الأزمة مع التدخل الأجنبي. يحاول العراق وايران أن يتمَّ حلّ الأزمة بوساطة أطراف سياسية وعن طريق الحوار الوطني مع كل الأطياف السياسية في سورية. ولاشك أن استمرار الوضع الحالي ليس بصالح الطرفين. وأي نوع من الأزمات عند الجار ليست بصالحنا. لهذا تصرّ ايران والعراق والكثير من الدول على عدم التدخل العسكري في سورية ويجب أن تتحد كلّ الأطياف الشيعية والدروزية والسنية والمسيحية والكردية للحد من القاعدة والإرهاب. وإذا لم يحصل ذلك سنرى سيطرة القاعدة والراديكالية وتأزم المنطقة بشكل كبير.

 اختار ظريف العراق كأولّ محطة لزيارته الرسمية في المنطقة، كم تعتقدون بأن التغيير الحكومي في ايران سيكون مؤثّرا بين العلاقات الإيرانية والعراقية؟

 انتخابات ايران الأخيرة التي أدت إلى تولي روحاني رئاسة إيران ستكون نقلة نوعية لتحسين العلاقات بين البلدين. لربما ستستمر السياسات الكلية، لكن مع هذا الفرق بأن روحاني وظريف يتمتعان بحنكة سياسية ودبلوماسية جادة. وهذه التجربة وهذه الدبلوماسية مع الأخذ بعين الإعتبار اختيار ظريف العراق لزيارته الأولى، كلّ ذلك سيوثق من العلاقات بين الطرفين. وهذا الإتفاق سيساعد في انضمام سائر الدول الجوار للوئام  ومشاهدة الأمان في المنطقة.

 أكد حسين شهرساتي نائب رئيس الجمهورية في لقاءه مع ظريف بأنّ العراق مستعد أن يساعد ايران حول برنامجها النووي، ماذا يكون نوع المساعدة؟

 في زيارة ظريف دار حديث بين الطرفين حول الملف النووي والجلسات المستقبلية بين ايران وفريق 1+5 حول البرنامج النووي. العراق مستعد أن يكون المستضيف لهذه الجلسات حول البرنامج النووي وكذلك يحكم بمصداقية بين الطرفين. على أي حال، العراق له علاقات جيدة مع ايران وبامكانه أن يجلب نظر ايران. من جانب آخر إن العراق لديه علاقات حسنة مع الغرب لاسيّما أمريكا وبامكانه أن يلعب العراق دور الوسيط وأن يقلّص من حدّة الإختلاف بين ايران والغرب. وهذا لم يكن بصالح ايران والعراق فحسب بل بصالح كل المنطقة.

 أشار محمد جواد ظريف في الحوار الصحفي إلى ما جرى في معسكر أشرف محل استقرار عصابة المنافقين الإرهابية بعد أن التقى نظيره العراقي مؤكدا على أن وجود الإرهابيين حلفاء صدام سيربك العلاقات بين البلدين. تعتقدون كم سيكون لهذا الأمر أهمية في علاقات الطرفين؟

 الهجوم على معسكر أشرف لم يكن يؤثر في علاقات ايران والعراق. كانت ولا تزال قرارات العراق حول "مجاهدين خلق" هي خروج هذه العصابة من العراق. هذا القرار كان واضحا منذ البداية، والعراق لا يريد اعطاء اي استقرار لعصابة مسلحة تريد زعزعة الأمن والإستقرار في البلد الصديق، وأشار زيباري كذلك بأن الحكومة العراقية شكّلت لجنة للتحقيق حول معسكر أشرف، على كل ان المنافقين ليس لهم مكان في العراق ويجب أن يغادروا العراق. ومرارا طلب العراق من المجتمع الدولي ليعيّنوا لهم

مكانا آخر غير العراق ولايزال هذا الأمر لم يتحقق.

 

أجرى الحوار: وحيد عابديني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Read کد خبر: 240