تُبث انباء متباينه حول موضوع هجمات الدولة الاسلاميه للشام و العراق المسميه ب"داعش"؛ من تهديد "کرکوک" و عدم امکان السيطرة علی هذه المنطقه الهامه من اجل مقاومة القوات الکرديه و القوات الأمن و الشرطه، الی السيطرة علی الموصل، التکريت و المحاوله من اجل الاستيلاء علی سامراء. رغم ان القوات العسکريه، الشرطه، الأمن و البيشمرگه الکرديه جنباً الی بعض القبائل تحاول علی مواجهة هذا التهديد المخرب لکن تقدم "داعش" امام هذا العدد من القوات العسکريه و الأمن يطرح الکثير من الاسئله. قضية "داعش" فی کليتها لم تکن ظاهرة حديثه و معاقب انهيار صدام و تواجد القاعده فی العراق قسم من القوات القديمة المواليه لصدام جنباً الی فروع من القاعده بدئوا باعمال ارهابيه. بعد وقوع الأزمة فی سوريه، کان هناک شواهد محکمه علی الوحدة بين هذا القوه مع قسم من القوات الأجنبيه المتواجده فی سوريه التی تحارب ضد الدولة فی هذا البلد و بعد فتره تنظيم يسمی "الدولة الاسلامية للعراق و الشام" اعلن وجوده. تهديد "داعش" کان له اکثر سخونه فی "الانبار" و "فلوجه" و فی فتره کان لهم تواجد فی المناطق الاخره. لکن لماذا و کيف نجحوا بالسيطرة علی بعض المناطق الهامه فی العراق فی هذه الفترة القصيره، تعرقل الموضوع.
يبدو ان معنويات القوات العسکريه و الأمن هبطت عند ما قريب مائة الف نفر من القوات المتواجدة فی الموصل لم تنجح علی منع احتلال هذه المدينه. الخطط العمل الخاطئه جنباً الی نوعية التعامل بين الفئات السياسيه و دولة العراق دفعت الاجواء السياسيه الی اتجاه ان تهديد کهذا ينجح بالتحدی. فی نفس الوقت يجری التعبير علی بعض القلق لوجود نوع من العلاقات بين عناصر من هذه المجموعه مع بعض القوات العراقيه و السبب هو لماذا الجيش العراقی لم يکن له تنبؤ من هجوم علی هذا المستوی ل"داعش".
يبدو ان "داعش" بملاحظة سکن اهل السنة فی مناطق کالانبار، فلوجه و نينوا و المجاورة لسوريه تقصد تأسيس منطقة مستقله. اوسع مدينة فی العراق بعد بغداد هی نينوا و السيطرة عليها بمفهوم الدعم الداخلی و الاجنبی ل"داعش".
باعتقاد الکاتب شخصياً اذا نجحوا بتأسيس منطقة مستقله و حفظها، حتماً سيبسطون هجماتهم علی المناطق الأخره فی العراق. الطريق الوحيد هو تقوية الوحده بين القوات العراقيه. ايضاً ترميم قوات الأمن، حيلولة المسائل السياسيه و الاداريه، اعادة النظر فی ادارة دولة القانون و الجهد من اجل الوصول الی حيلولة مشاکل اهل السنة مع الدولة المرکزيه. لازم علی جميع القوات التی تهتم بوحدة العراق ان يعتبروا التعاون المشترک من اجل المقاومه امام "داعش" امراً جاد، لأن هذا التنظيم سيولد خطر لکل المنطقه.
حکومة اقليم کردستان العراق ايضاً قامت بتقوية مواضع قواتها فی المناطق الحدوديه و الذين طلبوا المساعده من هذه الحکومه واجهوا مرافقه هذه القوات. التصميم هو محافظة المنطقة الکرديه و بالتالی قوات الاقليم، کزمان الحرب ضد صدام فی المناطق الاخره، لهم استعداد ان يتواجدوا مع القوات البيشمرگه فی المناطق التی يستلزم تواجدهم من اجل دعم الوحدة فی کل العراق. هذا يستلزم مرافقة الدولة المرکزيه و الطلب من حکومة اقليم کردستان العراق التی لها الحکم الذاتی.
جريدة اليوميه شرق،المقالة الافتتاحيه، الخميس 22 خرداد 1393، السنة الاحدعشر، رقم 2037، صفحات 1 و 2.