استقبل السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان صباح اليوم، الأحد ٧ آذار ٢٠٢١، في مطار أربيل الدولي قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ولدى ترجله من الطائرة أشار قداسته إلى الأرض قائلاً لفخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: يسعدني أن نلتقي من جديد هنا.
ثم، وفي اجتماع حضره السادة مسرور بارزاني رئيس الوزراء، مصطفى سيد قادر نائب رئيس إقليم كوردستان، قوباد طالباني نائب رئيس الوزراء ومنى قهوجي سكرتير برلمان كوردستان، رحب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني بقداسة البابا قائلاً: باسم كل مكونات شعب كوردستان أرحب أحر الترحيب بقداستكم. إن زيارتكم هذه حدث تاريخي عظيم، وهي موضع غاية السرور والتشريف لنا نحن ومحل اعتزاز لكل شعب كوردستان.
وفي جانب آخر من كلمته، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: نؤمن تمام الإيمان بالحرية الدينية وبالتعددية الدينية. وٲن التسامح والتعايش وقبول الآخر بين المكونات، هوية وثقافة عريقة بكوردستان، ونعمل بكل الصور على حماية هذه الثقافة. إننا دائماً إلى جانب السلام والحوار، ونرفض الإرهاب والتشدد، ولا نسمح أبداً بأن يكون أي مكون ديني أو قومي في كوردستان ضحية للإرهاب والتشدد.
وأضاف فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: تصدت مكونات كوردستان معاً وعلى مدى سنين كثيرة للدكتاتورية والإرهاب. وقدمت معاً تضحيات جسيمة. ولنا معاً جميعاً ماضٍ مشترك. ونعمل كلنا معاً في سبيل مستقبل مشترك أفضل. إن التعددية والمكونات الدينية والقومية هي مصدر قوة وثراء لإقليم كوردستان. لا نريد للمسيحيين ولا للإيزيديين ولا لأبناء أي مكون أن يهاجروا ويغادروا الوطن.
وأكد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في جزء آخر من كلمته أن المسيحيين مكون أصيل ورئيس لكوردستان، وأنهم مجتمع مسالم، كان له، ولا يزال، دور كبير في بناء وتطوير وحماية البلد. وقد بذلنا كل ما في وسعنا ولم ندخر جهداً من أجل حمايتهم.
وختاماً، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: إن زيارة قداستكم تحمل معها البركة. ونتطلع إلى دعائكم وصلواتكم ودعمكم لمساعدة كوردستان ومكوناتها من كافة الأوجه.
من جهته، قال قداسة البابا في جانب من حديثه: شكراً جزيلاً لهذا الاستقبال الحار الذي أحطتمونا به. كنت منذ زمن بعيد أريد زيارة إقليم كوردستان، ويسعدني أنني لبّيت اليوم دعواتكم. أكنّ لكم كل التقدير لقيامكم، رغم كونكم تخوضون الحرب، باحتضان النازحين المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقرقوش، والنازحين من المكونات الأخرى. أنتم من استقبل المسيحيين بأحضان مفتوحة.
وقال قداسته أيضاً: جئت لكي ندعو ونصلي معاً من أجلكم ومن أجل المسيحيين والإنسانية جمعاء. جاء العدو ليخرب هذا البلد، لكنكم بأصالتكم خدمتم واستقبلتم النازحين والمكونات الأخرى. الحرب دمار وخراب، لكنكم هزمتم العدو وتعيدون إعمار البلد.
وفي جانب آخر من حديثه، قال قداسة البابا: جئت لمباركة هذه الأرض. أنتم أطهار، مددتم يد العطف للجميع، فادعوا لي أيضاً. شكراً لما تفعلونه وتبذلونه لكل الأديان وكل المكونات. الحرية مستتبة في كوردستان. أشكركم مرة أخرى على الاستقبال الحار وعلى ضيافتكم.