بحضور عدد مشهود من كبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين والعسكريين والدبلوماسيين وممثلي الدول وعائلة وذوي ورفاق الشهيد آكام عمر، جرت اليوم السبت، 17 كانون الأول 2022، في السليمانية مراسم استقبال جثمان قائد قوات الكوماندو الشهيد آكام عمر الذي استشهد إثر إصابته قبل نحو شهرين في مواجهة مع الإرهابيين في كرميان خلال مهمة أمنية.
وخلال المراسم، ألقى المستشار الأعلى لرئيس إقليم كوردستان، السيد دلشاد شهاب، كلمة فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني، وهذا نصها:
عائلة وذوي وأصدقاء ورفاق الشهيد آكام،
الحضور الكرام،
تحية لكم،
وأهلاً بكم جميعاً..
نشارك جميعنا اليوم في هذه المراسم الحزينة تقديراً واحتراماً لكفاح وتضحيات قيادي شاب، ولنجدد التعبير عن تعاطفنا ومشاركتنا الأحزان عائلته وذويه وزملاءه ورفاقه. لقد ضحى هذا القائد الكفوء بروحه خلال أداء واجب وطني لحماية كوردستان، والتحق بركب الشهداء. قائد قوات الكوماندو الشجاع المقدام آكام عمر، كان دائماً كما يروي رفاقه وزملاؤه في الصفوف الأمامية للدفاع عن كوردستان ولم يدع قط أياً من البيشمركة أو غيرهم من أعضاء فريقه يسبقونه إلى خطوط المواجهة مع العدو.
ومن منطلق روحه الوطنية وأخلاقه العالية وإيمانه الراسخ بشعبه ووطنه، كان دائماً على أتم الاستعداد للتضحية، وهكذا كان في النهاية، حيث استشهد أثناء أدائه واجب الدفاع عن كوردستان وحمايتها من الإرهابيين. نجدد التعبير عن تعازينا العميقة لعائلته وذويه ورفاقه وزملائه ونشاطركم أحزانكم وآلامكم، داعين المولى تبارك وتعالى أن يغمر روح الشهيد آكام برحمته وكرمه، ويلهم الجميع الصبر والسلوان، كما نحيي الروح الطاهرة لرفيقه في الخندق الملازم الشهيد زهير.
أيها الحضور الكرام…
تاريخ شعب كوردستان، تاريخ حافل بالمآثر والتضحيات دوّنته دماء آلاف الشهداء ودموع وآهات آلاف الآباء والأمهات الثكالى من أبناء هذا البلد. الحرية والمكاسب التي تحققت اليوم لشعب كوردستان، وكيان إقليم كوردستان السياسي والاتحادي، إنما هي جميعاً ثمرة جهود ونضال وتضحيات منقطعة النظير قدمها كل مكونات شعبنا. إننا جميعاً مدينون لدماء الشهداء ولآلام وتضحيات عوائلهم. من هنا نستذكر بإجلال وتقدير أولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل حماية أرض وشعب كوردستان، وخير ما نعبر به عن الوفاء للشهداء وعوائلهم الشامخة هو حماية مكاسب شعب كوردستان التي تحققت بفضل دمائهم الزكية.
أيها السادة،
اليوم وبينما تمر المنطقة عموماً بظروف معقدة وتفتقر إلى الأمان ويواجه إقليم كوردستان تهديدات ومخاطر جدية، فإننا نحتاج أكثر من أي وقت إلى وحدة الصف والتلاحم وقبول الآخر والعمل المشترك بين كل القوى والأطراف والمكونات بصورة عامة، والوئام ووحدة الصف بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بصورة خاصة. فتلاحمنا ووحدة صفنا هو السبيل الوحيد لبقائنا ونجاحنا ولحماية مكاسب إقليم كوردستان. كما أن قوتنا وحضورنا وثقلنا في بغداد وعند حلفائنا وأصدقائنا في العالم يقوم على تلاحمنا ووحدة صفنا.
القطيعة والتفكك والخلاف وإنكار الآخر يؤدي إلى فشلنا جميعاً وإلى انتكاسة لإقليم كوردستان. فإقليم كوردستان وكل قواه وأطرافه ومكوناته والحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني يتحقق لهم النجاح من خلال وحدة الصف والتلاحم، ولن يصبح فشل أي منا نجاحاً للآخر، فنجاحنا وفشلنا جميعنا مترابطان، ومن خلال وحدة الصف والوئام والتلاحم نكون جميعنا وشعب كوردستان بكل مكوناته منتصراً . أما الشقاق والقطيعة والتفكك والخلاف وإنكار الآخر فيؤدي إلى فشلنا وهزيمتنا جميعاً.
لذا فإننا خلال هذه المراسم، ندعو مرة أخرى كل القوى والأطراف السياسية إلى نبذ مشاكلهم وخلافاتهم وحلها من خلال الحوار والتفاهم، وإلى حفظ وحدة الصف والتلاحم. ليكن الجامع بيننا هو حماية المكاسب والفدرالية والعمل من أجل حاضر ومستقبل أفضل لشعب كوردستان.
مرة أخرى نحيي روح الشهيد آكام عمر وكل شهداء كوردستان، تحية للبيشمركة الأبطال والقوى الأمنية في كوردستان المستعدة دائماً لتقدم أرواحها في سبيل حماية الوطن.
أهلاً بكم جميعاً ودمتم موفقين.
شكراً لكم.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان