الرئيس نيجيرفان بارزاني: مستقبل إقليم كوردستان مشرق

الرئيس نيجيرفان بارزاني: مستقبل إقليم كوردستان مشرق

شارك فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني، مساء يوم الخميس 2 آذار 2023، في أعمال اليوم الثالث من منتدى أربيل 2، الذي أقيم بمشاركة عدد مشهود من المسؤولين بإقليم كوردستان والعراق والمراكز البحثية البارزة في العراق والمنطقة والعالم وأكاديميين.

وفي ندوة حوارية خاصة ضمن المنتدى، سلط فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني الضوء على مجموعة قضايا ومواضيع ترتبط بحاضر ومستقبل إقليم كوردستان والعراق.

وهذا نص الحوار:

سؤال: زرتم عائلة متضررة من الزلزال في تركيا، فقدت عدداً من أفرادها، أود معرفة شعوركم حينها كقيادي يزور منكوبين؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكراً جزيلاً على هذه الفرصة وأرحب بكل الضيوف الكرام القادمين إلى هنا وأهلاً بهم، وشكراً على هذه الدعوة. كأي إنسان يرى المشهد الذي رأيناه والناجم عن الكارثة التي حلت بسوريا وتركيا، لا شك أنه مبعث حزن وعدم ارتياح لكل إنسان. منذ الساعات الأولى لحدوث الزلزال، سارعت حكومة إقليم كوردستان وحسب الإمكانات المتاحة لها، بتقديم المساعدة ولم تقصر في ذلك، وزارة الداخلية والدفاع المدني ووزارة الصحة والقطاع الخاص في إقليم كوردستان، وفي مقدمة كل هؤلاء مؤسسة بارزاني الخيرية. في الحقيقة، ما أنجزوه هناك كان محل فخر لنا جميعاً. عندما دخلنا تلك الخيمة كانت هناك عائلة فقدت أغلب أقاربها وذويها، كان ذلك مؤلماً للغاية. آمل أن يكون هذا آخر أحزانهم، وأن يعاد إعمار الأماكن التي دمرت قريباً. أعود لأقول إننا فخورون بالأعمال التي أنجزت من قبل مؤسسات حكومة إقليم كوردستان والقطاع الخاص ومؤسسة بارزاني الخيرية.

سؤال: في العام 2022، وحسب ما لاحظت، اتخذت غالبية زياراتكم ولقاءاتكم بعداً داخلياً وعراقياً، لكنها في 2023 اتخذت في الغالب بعداً خارجياً. ما هي أسباب ذلك؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: نحن بالطبع نعمل على بعدين: داخلي وخارجي، سواء كإقليم كوردستان أو كعراق. المؤتمرات فرصة لإقليم كوردستان لعرض رؤيته لطريقة حل المشاكل الداخلية للعراق ومشاكل كوردستان والخارج، مع الذين يجري اللقاء بهم. في هذا الإطار، كانت لنا مجموعة لقاءات جيدة في ميونخ مع كبار مسؤولي الدول وأوضحنا لهذه الدول رؤية إقليم كوردستان، وما لمسته هو أن العراق بصورة عامة وإقليم كوردستان في إطار العراق، يحظى اليوم باهتمام كبير عالمياً. فاستقرار العراق يؤثر على استقرار المنطقة بصورة عامة، ويستطيع إقليم كوردستان إلى جانب العراق ممارسة دور جيد في هذا الاستقرار.

أنا أعتقد أن قوة إقليم كوردستان ليست خطراً على العراق وقوة العراق ليست خطراً على إقليم كوردستان، بل أنهما يكملان بعضهما البعض. هكذا ننظر نحن إلى الأمر: أن عندنا كيانين لكن عندنا دولة واحدة، ودولتنا هذه هي دولة العراق. وفي هذا الإطار، وحسب الدستور وحسب رؤاه وتوجهاته السياسية، سعى إقليم كوردستان في هذا الإطار ومن كل النواحي مخاطبة الدول الخارجية. في هذه الفترة من الزمن، تمثل مسألة الحرب الأوكرانية الروسية المحور الأساس في العالم بصورة عامة. لكن ما شهدته، في الواقع، لم يكن غياب الاهتمام بالعراق، بل أن الدول الآن تجد في العراق مرحلة جديدة، وتنظر إلى العراق كنهضة اقتصادية ونهضة سياسية، وترى أن دور العراق دور مهم للغاية. وفي هذا الإطار، يستطيع إقليم كوردستان أن يساعد في تحقيق السلام والأمان في المنطقة وفي العراق.

سؤال: ماذا لاحظتم في مؤتمر ميونخ. هل أن الغرب الذي كان خلال نحو 200 سنة الأخيرة الموجه الرئيس لسياسات العالم، يعمل على مراجعة علاقاته مع العالم الخارجي؟ وإن كان الأمر كذلك، أين يقع إقليم كوردستان والعراق من هذه المراجعة؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا شك أن المرء يلمس الآن وبعد الحرب بين روسيا وأوكراينا، وجود مراجعة جادة لمجمل الأمور في العالم. تجسد هذا بدرجة كبيرة في مؤتمر ميونخ. أقصد أن مؤتمر ميونخ جسد قيام القوى العظمى بالبحث عن تحالفات جديدة، وتقوم الدول حالياً بتنظيم أنفسها على هذا الأساس. أي أنها فترة جديدة وعهد جديد لتحالفات جديدة، وأنا أرى أن بإمكان العراق في هذا السياق أن يتخذ لنفسه دوراً رئيساً. العراق وبضمنه إقليم كوردستان، يستطيع العراق أن يضطلع في مجال الطاقة بدور أساس في الحل. فدول الغرب كان كل اعتمادها ولفترة طويلة على روسيا في هذا المجال، ومن الممكن أن يتغير هذا الآن. في هذا الإطار يستطيع العراق وبضمنه إقليم كوردستان وفي حال وجود رؤية واقعية وجادة، أعتقد أن فرصة ذهبية متاحة للعراق ولإقليم كوردستان.

سؤال: هل من السهل على العراق وإقليم كوردستان الحفاظ على توازن بين الأقطاب المختلفة التي بدأت تتشكل في المنطقة وفي العالم؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أعتقد أن العراق تصرف حتى الآن بطريقة جيدة جداً. أعني أن إطار السياسة العراقية هو أن يصبح جسر تواصل. وهذا وزير خارجية العراق جالس هنا، وقد بذل مساعي جادة للغاية ليستمر العراق في هذا الدور وتنظر دول الخارج والمجتمع الدولي بعين التقدير إلى دور العراق ويسرهم تحوله إلى جسر للتواصل. وحسب رأيي، لا يستطيع العراق أن يكون جزءاً من أي من هذه الأقطاب، ولكن العراق قادر على أن يصبح الجسر الرابط بين هذه الأطراف. ومارس العراق هذا الدور حتى الآن وتمكن إلى حد بعيد من إنجاز هذا وأرجو أن يواصل مستقبلاً ممارسة هذا الدور.

سؤال: هل أن الصدمة المالية التي ظهرت في العراق كانت نتيجة لصدمة سياسية، أم أنها كانت مجرد مسألة اقتصادية؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: كان عليكم أن تطرحوا هذا السؤال على وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الجالس هنا، فهو من ذهب إلى أمريكا وعاد منها، وبالأمس بحثنا هذا الموضوع مع دولة رئيس الوزراء الأسبق السيد د. حيدر العبادي، وكذلك مع د. فؤاد. بالتأكيد، أثرت مسألة الدولار والدينار على كل فرد في هذا البلد، وفي حال غياب الاستقرار عن هذه المسألة من المؤكد أن ضغطاً كبيراً من الناحية الاقتصادية سيقع على المواطنين.

في هذا الإطار، وعلى ما أرى، فإن ما حدث، وبينما هناك كثيرون يقولون إنه كان يجب ضبط بعض الدول، فإنني أرى أن الأمر لم يكن كذلك بل كان في أغلبه مسألة إعادة تنظيم وهي مستمرة حتى الآن. إعادة التنظيم هذه تجري بموجب اتفاق أبرم مع العراق منذ أكثر من سنة، ويجري الحديث عنه، ويجري تنفيذه الآن، وهدفه هو تحقيق استقرار صحي لاقتصاد العراق.

ما نراه نحن الآن، وبعد زيارة وزير الخارجية العراقي، د. فؤاد، مع وفد إلى أمريكا، هو أن هذه المسألة ماضية باتجاه الحل إلى حد ما. حل، أعتقد أنه قد يؤلم على المدى القصير، لكنه سيؤدي على المدى البعيد إلى استقرار اقتصادي في عموم العراق.

سؤال: ما الذي تتوقعه لمستقبل إقليم كوردستان؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: توجد حالياً خلافات داخل إقليم كوردستان، لكن هذه الخلافات حتى الآن لا تزال خلافات سياسية. إن كان السؤال هو: هل أن هذه الخلافات القائمة اليوم في إقليم كوردستان ستؤدي إلى صدام عسكري، فالجواب هو: لا، بالتأكيد لن يحدث ذلك. فكل الأطراف السياسية الكوردستانية وخاصة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، تجاوزوا تلك المرحلة منذ زمن بعيد جداً. ولا أتوقع بأي شكل من الأشكال أن يعود إقليم كوردستان مرة أخرى إلى حالة الصدام العسكري. حسب رأيي، مستقبل إقليم كوردستان مستقبل مشرق، وإقليم كوردستان ككيان دستوري مثبت في الدستور العراقي، ومن المؤكد أن الأوضاع لن تعود مرة أخرى إلى ما كانت عليه قبل كتابة الدستور العراقي. لكن المسألة هي: إلى أي مدى تم تنفيذ هذا الدستور حتى الآن؟ نحن في إقليم كوردستان نقول إننا خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى الآن لا نلمس حقاً الجدية في تنفيذ الدستور.

السؤال الرئيس هو: هل أن العراق ماض حقاً باتجاه الفدرالية أم باتجاه مركزية قوية؟ نحن نعتقد أن العراق إذا مضى باتجاه الفدرالية وترسخت الأسس الرئيسة للفدرالية في هذا البلد، فإن المتوقع سيكون مستقبلاً أفضل بكثير ليس فقط لإقليم كوردستان بل للعراق أيضاً. والحل الصائب هو هذا، ويجب أن يتم هذا. وسياسة حكومة إقليم كوردستان هي حل هذه المشاكل مع بغداد في إطار العراق وبموجب الدستور العراقي. أما الخلافات الداخلية في إقليم كوردستان، فإنها أرهقت كل الأطراف، أقصد أن الخلافات السياسية أرهقت كل الأطراف، وأرهقت المواطنين أيضاً، وأعتقد أنه آن الأوان ويجب حل هذه الخلافات، ويجب حلها مع الاتحاد الوطني الكوردستاني.

كما أنتهز فرصة انعقاد هذا المنتدى، لأدعو من هنا الإخوة في الاتحاد الوطني الكوردستاني وأطلب من كاك قوباد ومن فريق الاتحاد الوطني في الحكومة أن يعودوا إلى مجلس الوزراء، من المؤكد أن هناك انزعاجاً ومن المؤكد أن هناك مشاكل ومن المؤكد أن انزعاجهم وقلقهم يُحمل على محمل جد في جميع المستويات من رئيس الإقليم ورئيس حكومة الإقليم وكل المستويات. لكن الحل لا يتمثل في الحديث عن هذه المشاكل خارج إطار الحكومة، بل الحل يتمثل في أن نعود ونجلس مع بعضنا البعض، والحل هو أن يعود نائب رئيس الحكومة إلى اجتماعات مجلس الوزراء وأن نعمل جميعنا معاً وأن لا نفوّت هذه الفرصة الذهبية المتاحة اليوم لإقليم كوردستان والعراق ولا نضيعها على أمور صغيرة لا جدوى منها. طبعاً هذا لا يعني أني لا أولي أهمية للأمور. توجد مشاكل بين هذين الطرفين، لكن هذه المشاكل يجب أن تعالج من داخل الحكومة، إن لم يتحاوروا مع بعضهم البعض ولم يجلسوا مع بعضهم البعض وتحدثوا عن المشاكل خارج مجلس الوزراء فإنها لن تحل. بل يجب أن يعودوا وأرجو أن يسمع الإخوة رسالتي هذه ويقرروا في أقرب وقت العودة إلى مجلس الوزراء.

سؤال: خلال الأزمات التي تلت انتخابات 2021 في العراق، بذلتم الكثير من المساعي للتوفيق بين الأطراف وزرتم الحنانة واجتمعتم مع الأطراف الأخرى. ثم في الأخير تشكلت حكومة جديدة. في البداية كان يبدو من تصريحات فخامتكم الكثير من التفاؤل حول شكل هذه الحكومة وما ستقوم به من أعمال بموجب الاتفاقية التي أبرمت لتشكيل الحكومة. لكن تصريحاتكم التي أدليتم بها في ميونخ كان يكتنفها شيء من التشاؤم. فهل يساورك قلق تجاه التعهدات التي قدمتها الأطراف المشكلة للحكومة للكورد أم أن هناك أموراً أخرى؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أجزم أنه تمت إساءة تفسيره، فما قلته لم يكن فيه أي تشاؤم. لكن دعني أقدم بعض التوضيحات حول هذا: بالطبع، هذه الحكومة التي تشكلت، إنها المرة الأولى بعد سنة 2004 التي تتشكل فيها حكومة بوجود اتفاقية سياسية، إتفاقية مكتوبة بين الأطراف التي شكلت الحكومة. كما تمت الإشارة فيها إلى كيفية اتخاذ الخطوات باتجاه حل المشاكل، وفي نفس الوقت هناك سقف زمني لحل كل واحدة من المشاكل، وهناك اجتماعات مستمرة بين الأطراف التي شكلت الحكومة تجري في بغداد لتحديد القانون الذي يبدأون به وأي المشاكل يجب حلها وبأي طريقة يستمرون.

من جانب آخر، ونتيجة للقاءاتنا مع دولة رئيس الوزراء، نجد أن هناك رغبة جادة في حل المشاكل. التصريحات التي أدليت بها في ميونخ، قلت فيها: في حال لم تحل المشاكل فلن يكون هناك معنى لبقاء الكورد في هذه الحكومة. لم أقصد بها رئيس الوزراء، بل أقصد بها الأطراف التي شكلت الحكومة، وأن عليها جميعاً أن تساعد رئيس الوزراء في تنفيذ منهاجه وتنفيذ الاتفاقية التي اتفقنا عليها جميعاً. رئيس الوزراء تولى مهامه منذ أربعة أو خمسة أشهر، وما نلمسه حتى الآن وحتى هذه اللحظة هو جو إيجابي يسود العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد وعلى كل المستويات. التنسيق الأمني بين الإقليم وبغداد أفضل حالياً، والتنسيق العسكري بين إقليم كوردستان وبغداد أفضل حالياً، وهناك جهود لتمرير قانون الموازنة في وقت قريب. هذه كلها أمور يجب أن ننظر إليها بإيجابية وليس بيأس.

سياستنا في إقليم كوردستان هي دعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ولم يطرأ أي تغيير على هذا حتى الآن. نحن في إقليم كوردستان يهمنا كثيراً أن تحل هذه المشاكل مع بغداد. وإن حل هذه المشاكل سيؤدي بالتأكيد إلى استقرار سياسي واستقرار اقتصادي واستقرار أمني للعراق ولإقليم كوردستان. لذا نحن حريصون جداً على هذا. معالي وزير الخارجية العراقي يشرف على الفريق الكوردي ويمثلنا في كل تلك الاجتماعات، وصباح اليوم كان لنا اجتماع وزودنا بتقرير يفيد بأن الخطوات ليست مدعاة لليأس بل أنها تبعث الأمل.

قلت في مرات كثيرة أنني آمل أن نكون نحن في بغداد وأربيل قد استقينا جميعنا الدروس والعبر من الأخطاء التي ارتكبناها، وأكررها الآن. لم يأت كل الخطأ من جانب بغداد، كما لم يأت كل الخطأ من جانب إقليم كوردستان، ونحن بالنتيجة نعيش داخل إطار بلد اسمه العراق، ومن الواضح أن عندنا دستوراً هو بمثابة عقد سياسي يربط بيننا جميعاً. ولضمان مستقبل أفضل للعراق بصورة عامة ولإقليم كوردستان، لا بد من بذل جهود جادة لتنفيذ هذا الدستور. ما نلمسه الآن هو أن الخطوات تمضي بهذا الاتجاه ولا نريد تضييع أي فرصة لحل المشاكل مع بغداد، فنحن نكمل بعضنا البعض، وكما قلتها فيما سبق، قوة بغداد قوة للإقليم والعكس صحيح. حرب داعش كانت خير درس لنا، عندما جاء داعش لم يفرق بين الشيعة والسنة والكورد والمسيحيين والإيزديين والتركمان، كانت جريمتنا في نظرهم واحدة، وقاتلنا بنفس الأسلوب. وقد أكدنا في إقليم كوردستان وباستمرار على أن العمق الاستراتيجي للكورد هو بغداد وليس أي مكان آخر. لهذا فإن رؤيتنا واضحة. علينا أولاً أن نعتبر من أخطائنا وعندنا وضوح في الرؤية بخصوص حل المشاكل مع بغداد.

سؤال: يبدو أن فخامتكم أيضاً من الذين يرون أن إصدار قانون جديد قد يحل المشاكل التي بين العراق وإقليم كوردستان، أقصد قانون النفط والغاز والموازنة..

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أرى أن هناك قوانين لها أهمية بالغة بالنسبة إلى العراق، لكي تؤدي إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، قانون الموازنة وقانون النفط والغاز وقانون توزيع العائدات. والأمور الأخرى أيضاً مهمة، مثل حل مشكلة المادة 140 ومسألة سنجار. لكن لنكن واقعيين ولنبدأ بواحد من هذه الأمور. وجود هذه الإرادة ضروري للغاية، وشعب العراق يستحق حياة أفضل بكثير من التي يحياها الآن، مستويات الخدمات يجب أن تكون أفضل بكثير من الحالية، العراق اليوم لديه جيل واسع من الشباب وعلى السياسيين العراقيين أن يحملوا هذا على محمل الجد، هؤلاء الشباب يقارنون أوضاعهم بأوضاع أقرانهم في الدول المجاورة ويريدون بالتأكيد حياة أفضل لأنفسهم ويستحقونها. ثم أن حل المشاكل والاستقرار السياسي بين إقليم كوردستان والعراق هو المفتاح لاستقرار وازدهار العراق. طبعاً العراق وبضمنه إقليم كوردستان.

سؤال: مسألة الإرهاب لا تزال تشكل خطراً حقيقياً على العراق، وهناك حديث جدي عن أن الجيل الثاني من داعش ينشأ في المخيمات التي تسيطر عليها قوات حاربت داعش. فهل هناك أمر تم إغفاله في الحرب ضد داعش؟ أقصد هل أن الحرب العسكرية وحدها كفيلة بصد داعش؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: مسألة داعش لها بعدان، بعد عسكري وبعد آيديولوجي. في الجانب العسكري، تم إنجاز الكثير. القوات الأمنية العراقية بصورة عامة من الجيش والحشد الشعبي وكل الآخرين قدموا تضحيات وكافحوا وقدموا الشهداء لكي يكون العراق مستقراً، وإقليم كوردستان بالصورة نفسها ففي هذا السبيل قدمنا أكثر من ألفي شهيد وأصيب أكثر من عشرة آلاف من بيشمركتنا في الحرب ضد داعش. الكارثة كانت كبيرة جداً. لكن حرب داعش ليست مجرد مسألة عسكرية، بل هي مسألة آيديولوجية أيضاً حسب رأيي. أي أن الحل العسكري وحده ليس كافياً، ويجب بالتأكيد خوض حرب في مجال الفكر والتفكير.

أشرتم إلى المخيمات. أجل، المخيمات أماكن ذات خصوصية عالية، ويجب الوقوف عليها بجدية بالغة، فلو نظرنا إلى هذه المخيمات سنجد فيها جيلاً من الشباب ليس له أي أمل وهو محروم من التعليم ولا أمل له في المستقبل، وهذه هي البيئة التي يأتي داعش وأمثاله ويستغلها. يجب حل هذه المسألة. ويجب القضاء على الأمور التي كانت سبب قيام داعش وظهوره. يجب أن تشعر مكونات العراق كلها بأنها شريكة في العملية السياسية العراقية، وإن لم يشعروا أنهم شركاء في العملية السياسية في العراق فإن الأرضية تكون دائماً ممهدة لتسلل آخرين إليهم وحثهم على التطرف وعلى تخريب الوضع الأمني.

سؤال: حول الوضع الداخلي لإقليم كوردستان. أعتقد أنكم تحدثتم في ميونخ عن أنكم ستكون لكم مبادرة عند عودتكم إلى كوردستان، هل من جديد في سياق حل الخلافات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: المساعي قائمة بالتأكيد، وستستمر هذه المساعي. ما قلناه في ميونخ، كنا نقصده وكما تعلمون أن علينا أن نجري انتخابات خلال السنة الحالية، وهذه مسألة مهمة ولها تأثير على كل شيء، وهي بصورة خاصة تعرض شرعية إقليم كوردستان للتساؤل. من المؤسف أنه في السنة الماضية لم تتفق القوى السياسية على مجموعة أمور لكي تجرى هذه الانتخابات. الآن، بدأنا في رئاسة الإقليم باجتماعات مع الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، وآمل من كل الأطراف السياسية في إقليم كوردستان أن تحمل موضوع الانتخابات على محمل الجد، فهذا حق لشعب كوردستان وليس لأي قوة سياسية سواء كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الاتحاد الوطني الكوردستاني أو التغيير أو أي طرف آخر أن يسلب هذا الحق من الشعب. وعلى الجميع التعامل بمسؤولية مع هذا الموضوع.

قدر تعلق الأمر بنا في رئاسة إقليم كوردستان، فإننا بموجب قانون رئاسة إقليم كوردستان والقوانين النافذة علينا أن نحدد موعد إجراء الانتخابات، ومطلبنا الحالي من الأطراف السياسية هو أن تتفق فيما بينها، فلا نستطيع تأجيل الانتخابات أكثر من هذه السنة لأن ذلك سيكون عيباً كبيراً يلحق بإقليم كوردستان، وعلينا أن نجري الانتخابات خلال السنة الحالية. في هذا السياق، من المهم أن تحل مسألة الخلاف بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني. أنا لا أنفي وجود مشاكل، لكنها ليست مشاكل غير قابلة للحل، ولا تحل المشاكل بأن يتواجد فريق الاتحاد الوطني خارج الحكومة وأن يقاطع وزراؤهم اجتماعات مجلس الوزراء. يجب وضع نهاية لهذا. وأعود لأكرر دعوتي للاتحاد الوطني ولنائب رئيس الحكومة وأقول لهم مهما كانت المشاكل فمن السهولة بمكان أن يجتمعوا مع رئيس الوزراء ومعي وأن نجتمع كلنا ونحل المشاكل في إطار مصلحة إقليم كوردستان.

سؤال: في كثير من الأحيان وكسياسي براغماتي، تبدون صورة قيادي توافقي تصالحي عندما تبرز مشكلة بين طرفين، وخطاباتكم في الغالب تتحدث عن الاتفاق والتصالح، هل تعتقد أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني يريدان الاتفاق حقاً؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أرى أنهما يريدان أن يتفقا فليس أمامهما حل آخر. ماذا بوسعهما أن يفعلا؟ إن لم يتفقا، ما هو البديل؟ قلتها في مؤتمر آخر، قيل إن الأمر سيتطور إلى أدارتين. فقلت، لن تكون هناك إدارتان بل صفر من الإدارات. إن لم تُحل هذه الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، أخبروني وحسب ما هو البديل؟ ما هو البديل عند الاتحاد الوطني الكوردستاني وما هو البديل عند الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ لهذا السبب عليهما أن يتفقا. لقد تجاوزنا مراحل أصعب من هذه بكثير. ملا بختيار موجود هنا ويعرف هذا. لقد اجتزنا مراحل أعقد لكننا جلسنا مع بعض، وكاك سعدي أيضاً موجود هنا ويعرف ذلك. جلسنا معاً وتجاوزنا مراحل أصعب من هذه بكثير. لا أريد أن أخلق آمالاً من عندي، لكني أؤكد لكم أنه ليس عندنا بديل آخر، غير الاتفاق، ويجب حل هذه المشكلة. حسناً، نحن نتفهم استياء فريق الاتحاد الوطني، لكن الحل لم يكن أن يتخذ الإخوة في الاتحاد قرار مقاطعة جلسات مجلس الوزراء. ليدلوا بما عندهم ويقولوا كلمتهم في مجلس الوزراء. ليبحثوا أي مشكلة مع رئيس الوزراء، ومعي، وسنتمكن من حلها. نحن نحمل استياءهم على محمل الجد وآن لهم أن يعودوا ولننه هذا الموضوع.

سؤال: سؤالي الأخير عن التغييرات الاجتماعية في العراق وإقليم كوردستان. هناك نسبة كبيرة من سكان العراق وإقليم كوردستان من الفئة العمرية الأدنى من 40 سنة، وهي أعلى من 50%، هل تعتقد أن السياسات الاقتصادية والاجتماعية لحكومتي إقليم كوردستان والعراق تجاه الشباب والنساء اللذين يمثلون المحرك الأكبر للتغيير، تستطيع تلبية مطالب هذه النسبة العالية؟ أم أن هناك حاجة لنوع من التغيير والإصلاح؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: في العام 2019، عقد اجتماع في بغداد، كان دولة د. العبادي رئيس الوزراء الأسبق حاضراً فيها، كان الحديث يجري حول كيفية حل المشكلة الاقتصادية وكانت هناك مطالبة بتعيين عدد من المواطنين. كنا والدكتور العبادي جالسين جنباً إلى جنب، فضحكنا كلانا، التفت إلي عمار وقال: ما الأمر؟ قلت: كان حيدر العبادي رئيس وزراء وكنت رئيس وزراء لفترة طويلة، ونحن نعرف أن هذا ليس بحل. في العراق وفي إقليم كوردستان، ليس عندنا شيء يمكن أن يسمى اقتصاداً، ليس عندنا هذا الشيء! ليس هناك اقتصاد في هذا البلد، أما ما هو هذا الذي يجري العمل به؟ عندنا شيء اسمه النفط، هذا النفط يُستخرج ثم يذهب إلى الخارج ويُباع، ويعود ريعه ليوزع فوراً، فهل يمكن أن يؤدي هذا إلى تقدم وازدهار اقتصاديين في هذا البلد؟ مستحيل.

عندما أقول هذا البلد، أقصد من زاخو إلى الفاو، ولا أقصد مكاناً معيناً في العراق. نشأ في هذا البلد تقليد ألقي بموجبه كل شيء على الحكومة. ومادام هذا التقليد السقيم موجوداً في بلدنا، لن يتحقق أي تقدم اقتصادي. ينفق العراق كل شهر أكثر من خمسة مليارات دولار لدفع الرواتب. أخبروني أي حكومة في العالم يمكن أن تستمر بهذه الطريقة! جميعنا فرحون الآن لأن أسعار النفط ارتفعت كنتيجة لحدث معين. بعد كورونا بدأ الاقتصاد الصيني ينتعش ولهذا فهو بحاجة إلى النفط، لكن هل يستمر هذا الوضع إلى ما بعد سنة من الآن؟ لا أظن ذلك.

في العراق، وبضمنه إقليم كوردستان، يجب التفكير بجد في كيفية التقليل من الاعتماد على قطاع النفط. وفي الحقيقة، يجب أن توضع نهاية لتوقع قيام الحكومة بتعيين كل من يكمل الدراسة الجامعية، وهذا لا يعني عدم العثور على حل، فالعمل من حق هؤلاء الشباب، وإن أدى القطاع الخاص في العراق دوره كما يجب وهيأ الفرص، وظهرت في البلد أجواء ملائمة للقطاع الخاص الذي هو المحرك للتقدم في أي بلد، وتوقف التدخل السياسي في القطاع الخاص واتيحت له الفرصة للعمل، ستظهر فرص كثيرة تمكن العراق من التقدم.

أشرتم إلى أن هناك نسبة كبيرة من الشباب في العراق، هؤلاء الشباب يكملون دراستهم الجامعية تحدوهم آلاف من الآمال، وعندما يكملون الدراسة الجامعية يتوقعون تعيينهم على جناح السرعة. أسسنا في كل أنحاء العراق مصانع لإنتاج الشهادات، لكن إن طلبت من أحدهم إصلاح جهاز تكييف، لا يوجد واحد من هؤلاء في العراق وكوردستان ويجب أن نأتي بأناس من الخارج ونعتمد على العمالة السورية والتركية. هذه الأمور يجب الوقوف عليها بجدية، إن وقفنا عليها، سيتقدم اقتصاد العراق. نقول إننا ليس عندنا ضمان في إقليم كوردستان، بل يوجد عندنا ولكن بصورة أخرى. ما هو موجود في العراق وإقليم كوردستان هو نظام ضمان اجتماعي. أي ضمان اجتماعي أكثر من قيامك بتوزيع عائدات ما تبيعه على الأهالي. يجب وضع حد لهذا، وإن لم يوضع له الحد، فسنرى العراق، ليس اليوم، ولكن في مستقبل قريب ماضياً صوب كارثة. يجب التفكير بجدية بالغة في هذا وإصدار قوانين تقلل من اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط والغاز. لا يصح أن يستورد العراق رغم كل إمكانياته الكهرباء والغاز من دول أخرى حتى الآن في حين يقوم بإحراق غازه، وبينما يتطلع العالم إلى العراق ليؤدي دوره في تأمين الطاقة لأوروبا والعالم. هذه هي الفرصة المتاحة لهذا البلد فلا تدعوها تضيع.

وفي ختام الجلسة الحوارية، أجاب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على أسئلة عدد من الحاضرين، وقال في معرض إجابته على أحد الأسئلة:

سنستمر ونبذل كل جهدنا لحل المشاكل. وبخصوص مسألة التفاؤل فأنا لا آتي بشيء من عندي. إقليم كوردستان وتجربتنا هذه هي ثمرة دماء الشهداء وكفاح ونضال وجهود البيشمركة والمناضلين الذين ساروا على هذا الدرب. هذه المكاسب ليست قليلة، ولو نظرنا في تاريخ النضال الكوردي، نجد أننا حققنا المكاسب نتيجة وحدة صفنا واتحادنا نحن الكورد. فلو لم نكن معاً لما استطعنا كتابة الدستور العراقي وتثبيت حقوق إقليم كوردستان فيه. ولولا الجبهة الكوردستانية لما استطعنا القيام بالانتفاضة في العام 1991 ولما حققنا هذا الذي حققناه. لا شك علينا أن نذكّر أنفسنا بهذا التاريخ الذي هو تاريخ أمس، وعلينا أن نعتز بالمكاسب التي هي ثمرة نضال ودماء شهدائنا. وكما ذكرت، في حرب داعش وحدها استشهد أكثر من ألفين من بيشمركتنا، لكنهم عندما استشهدوا، كان جميع البيشمركة في خندق واحد، ولم يكن يقال عنهم هؤلاء خضر وهؤلاء صفر، دم هذا أخضر ودم هذا أصفر، استشهدوا جميعاً دفاعاً عن البلد وعن الوطن. وكانت هناك فرصة جيدة لنتفق كنتيجة لكل ذلك النضال والدفاع والصمود. فمهما كانت اختلافاتنا وخلافاتنا، يجب أن يكون لنا هدف واحد عند تعلق الأمر بحماية مصالح إقليم كوردستان. ومع وجود هدفين ومسعيين مختلفين والتفكير بمنأى عن بعضنا لن نحقق أي هدف.

ولدى إجابته على سؤال آخر قال فخامته:

بخصوص قضية كوردستان، لو أنك سألت أي كوردي وقلت له ما هي أمنيتك؟ من المؤكد أن إجابته واضحة وما سيقوله معلوم. لكن الواقع الراهن لإقليم كوردستان هو أننا نريد حل مشاكل الإقليم مع بغداد في إطار الدستور. هذه هي مسؤوليتنا، ونحن متفقون في هذا المجال. في المعترك السياسي، يجب أن تكون رؤيتنا واضحة، وإلا فإن الرسائل الخطأ تسبب لنا المشاكل. لذا يجب أن نسعى باستمرار للعثور على حلول للمشاكل القائمة. مرة أخرى من المؤكد أنك عندما تسأل أي كوردي، فهذا طبيعي لكل كوردي ولكل شخص الحق في تقرير مصيره.

وعند إجابته على سؤال واحد آخر من الحضور، قال:

لا شك أن بيننا وبين سوريا علاقات تاريخية. في الواقع أود أن أقولها هنا أيضاً إن سوريا ساعدت إقليم كوردستان في الأيام الصعبة. وفي الأيام الصعبة فتح المرحوم حافظ الأسد أبواب سوريا في وجه إقليم كوردستان، ونذكر دائماً دعمهم ومساندتهم لإقليم كوردستان. والآن، من المؤكد أن القضية السورية لا تختلف عندنا عن القضية العراقية ويجب إيجاد حل للقضية السورية. والحل يجب أن يكون سلمياً. ومنذ بداية الأحداث كان واضحاً لنا، وقد ساءنا وآلمنا ما حل بسوريا من كوارث، فهي أولاً بلد جار لنا وثانياً وكما ذكرت توجد بيننا وبين سوريا علاقات تاريخية عريقة ودعونا لا ننسى أن سوريا ساندتنا في فترات عصيبة جداً، ونحن نذكر ذلك ولا ننساه، ونتحدث عنه باستمرار. منذ العام 2011، كنت أرى أن المشكلة يجب حلها سياسياً، وعندما وقعت الأحداث لم يخطر ببالنا قط أن المشكلة السورية يمكن أن يحلها السلاح بل كنا نرى أن المشاكل يجب حلها بالطرق السياسية ولا يزال هذا رأينا وسيبقى كذلك.

وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق بزيارة فخامته لسماحة السيد مقتدى الصدر، قال:

معلوم أننا في إقليم كوردستان نكن احتراماً خاصاً لعائلتها ونضالها، ولشخصه وسماحته. عندما كنا نزور سماحة السيد مقتدى الصدر كنا نحاول باستمرار، لم نكن وحدنا، بل كان معنا السيد الحلبوسي والسيد خميس الخنجر، كنا نحاول إقناعه بأن نشارك جميعنا في العملية السياسية العراقية. والآن ليست هناك قوة سياسية أو طرف يستطيع الاستخفاف بمكانة التيار الصدري في العملية السياسية العراقية، فهذا أمر ثابت. يبدو أن هذا كان قرارهم بعد فوزهم الكبير، فقرروا الانسحاب من العملية السياسية، وهذا لا يعني انتفاء التيار الصدري أو محوه. كما لا يعني أن مقتدى الصدر لم يعد له دور، فلديه مكانته الجماهيرية والدينية في العراق وهو موضع احترام وتقدير كبيرين في إقليم كوردستان. ما ندعو إليه ونراه هو أن هذه عملية سياسية وإن لم يكن داخل العملية اليوم، فهذا لا يعني أنه لن يعود إليها، لكننا اليوم ندعو سماحة السيد مقتدى الصدر إلى مساندة هذه الحكومة لكي تخدم العراقيين. ونحن نوجه هذا الطلب لسماحة السيد نجد أن موقف السيد الصدر والتيار الصدري مساند لحكومة دولة رئيس الوزراء السوداني، ونأمل لهذا أن يستمر، فهو السبيل الوحيد لبلوغ الهدف وتحقيق حياة ومستقبل أفضل لكل العراقيين.

وعند إجابته على سؤال حول علاقات العراق وإقليم كوردستان مع تركيا، قال فخامته:

لإقليم كوردستان والعراق علاقات صداقة مع تركيا، وحجم التجارة العراقية مع تركيا في السنة يبلغ نحو 12 مليار دولار، والعلاقة بين تركيا وإقليم كوردستان علاقة صداقة. وجدنا تركيا في كل الفترات الصعبة عوناً لإقليم كوردستان، وسياسة إقليم كوردستان والسياسة العراقية عامة، بعد الرؤى التي لمستها في بغداد، أشعر بأن كل الأطراف تريد لهذه العلاقة أن تتقدم من الناحية السياسية ومن الناحية الاقتصادية. وإن أمكنني أن أختصر الأمر فإن لإقليم كوردستان الآن علاقة جيدة جداً وممتازة مع تركيا.

السؤال الأخير: كل المجتمع الدولي وخاصة أعضاء التحالف الدولي للقضاء على داعش، يتحدثون خلال لقاءاتهم مع حكومة الإقليم ورئاسة الإقليم عن مسألة توحيد قوات البيشمركة، وفي الآونة الأخيرة تحدث القنصل العام الأمريكي عن أنهم يريدون وحدات 150 بدلاً عن وحدات 70 ووحدات 80، وأظن أنكم مؤيدون لفكرة وحدات 150، فمتى ستجتمع وحدات 70 ووحدات 80 في وحدات 150، وهل سنسمع قريباً أخباراً مفرحة عن توحيد قوات بيشمركة كوردستان؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني:عملية توحيد قوات البيشمركة في إقليم كوردستان بوشر بها بجدية بالغة. صباح اليوم، كان لنا مع نائب رئيس الإقليم وضباط وزارة شؤون البيشمركة اجتماع مع قوات التحالف الدولي حول هذا الموضوع. الخطوات ليست سريعة، بل هي بطيئة ولكنها جادة. وبموجب مذكرة التفاهم التي وقعناها مع أمريكا، لدينا سقف زمني، وقد حققنا حتى الآن تقدماً على السقف الزمني والأمريكيون يقدرون هذا ويعملون عليه معنا بجد. وكما تعلمون فإن هذا الموضوع لن ينتهي بين ليلة وضحاها، وما نراه الآن هو وجود قرار سياسي جاد والحلفاء وخاصة أمريكا أكثر جدية وهم معنا على الخط والخطوات تمضي إلى الأمام شيئاً فشيئاً، وستصبح 150.

 

https://presidency.gov.krd/ar/president-nechirvan-barzani-the-future-of-the-kurdistan-region-is-bright/

Read کد خبر: 1299

احدث الأخبار

الحصول على اتصال معنا

اهم الأخبار

حالت های رنگی