إستقبل نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، مساء اليوم الخميس 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، في العاصمة أربيل، توني بلينكن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي والوفد المرافق له.
وخلال اللقاء، جرى بحث العملية السياسية في العراق، والأوضاع الأمنية الراهنة، وعملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ومشاركة إقليم كوردستان في هذه الحكومة، والذي ثُمن عالياً من قبل الوفد الأمريكي ووصفه كعامل لتقدم ونجاح العملية السياسية في العراق. كما اشاد الوفد باقليم كوردستان والوزراء الكورد المشاركون في حكومة السيد حدير العبادي.
الوضع الأمني ومخاطر إرهابيي داعش على المناطق المختلفة في العراق وضرورة محاولات جميع الجهات لرسم خطة نوعية حازمة لمواجهة الإرهاب والذي من المفروض أن يكون من جانب العراقيين أنفسهم وبالتعاون مع المجتمع الدولي، بالاضافة إلى المشاركة الفعّالة من قبل السنة وقوى العشائر في المناطق المختلفة في العراق لإخراج الإرهابيين والتصدي لهم.
هذا وأشاد الوفد بجهود حكومة إقليم كوردستان وقوات البيشمركة وشعب كوردستان الذين أظهروا بجدارة مقاومتهم في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وحرروا جزءاً كبيراً من تلك المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون، كما ثمن الوفد عالياً جهود البيشمركة والقيادة الميدانية، وأوضح الوفد أنه عندما تعرض إقليم كوردستان إلى تهديدات الإرهابيين، فان الولايات المتحدة لم تتردد لحظة واحدة في نجدته وقامت بمساعدة الإقليم، وأكد الوفد على أن الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها سوف يستمرون في تقديم هذه المساعدات.
وفي جانب آخر من اللقاء، تداول الجانبان الموقف الإنساني لحكومة إقليم كوردستان في إستقبال وإحتضان وإيواء مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين في الإقليم، بالرغم من إمكانياتها المحدودة، واشار الوفد الأمريكي أنه في سياق لقائه مع منظمات الأمم المتحدة، أنهم شعروا بكل وضوح مدى تقدير هذه المنظمات لتعاون حكومة إقليم كوردستان معها، كما أشاد الوفد الضيف بشعب وحكومة إقليم كوردستان الذين تصدوا لهذه الكارثة الإنسانية بشكل جيد ومنتظم.
الحديث عن مخاطر داعش على مناطق العراق وسوريا بشكل عام وكوباني بشكل خاص كان جانباً آخراً من هذا اللقاء، حيث أوضح الوفد بأنهم سيواصلون قصف مواقع وثكنات داعش، وأنهم ينظرون بقلق بالغ إلى الوضع والأحداث في المنطقة.
وبخصوص علاقات الإقليم مع دول المنطقة بشكل عام والعلاقات بين أربيل وبغداد على وجه الخصوص ومعالجة المشاكل بين الجانبين، أكد اللقاء على ضرورة إتباع الحكومة الإتحادية في العراق سبل الحوار والتفاهم بشكل أكثر بهدف معالجة المشاكل، وخاصة فيما يتعلق بقضية الموازنة والرواتب وتلك المسائل العالقة منذ فترة طويلة بين الجانبين.
من جانبه فضلاً عن ترحيبه بالوفد الضيف، اعرب نيجيرفان بارزاني عن سعادته لزيارة الوفد وتلك الملاحظات والإنطباعات التي تكونت لديه عن شعب وحكومة إقليم كوردستان وتقديره لقوات البيشمركة، كما أعرب عن شكر وتقدير شعب وحكومة إقليم كوردستان للوفد والرئيس باراك أوباما والولايات المتحدة الامريكية لموقفهم مع شعب كوردستان وإستغاثته، ولم ينسوا أصدقائهم في الأوقات الحرجة.
هذا وأشار رئيس الوزراء إلى أن إنهاء المخاطر على البلاد، يتعبر جزءاً من نجاح العملية السياسية في العراق، وعلى هذا الاساس يشارك إقليم كوردستان بشكل جدي في الحكومة العراقية الجديدة، وسيبذل كافة جهوده من أجل إنجاحها لتخطي البلاد هذه الأزمة والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وفي الوقت نفسه إتباع طرق الحوار والتفاهم لمعالجة المشاكل، كما دعا الولايات المتحدة إلى دعم الحوار بين الجانبين من أجل وضع حلول مناسبة لمعالجة المشاكل والمعوقات.
وفي ختام اللقاء، وبخصوص تقييم الأوضاع في المنطقة، تبادل الجانبان العديد من الآراء ووجهات النظر، ودعا نيجيرفان بارزاني إلى مساعدة إقليم كوردستان بشكل أكثر لكي يتمكن من التصدي للإرهابيين بشكل أكثر فاعلية.