حوار المجلة الشهريه "همشهری ديپلوماتيک" مع "ناظم دباغ" الممثل لدولة اقليم کردستان فی تهران

 

بعد مرور عشرة سنوات من ممارسة الاستقلال الذاتی، اقليم کردستان العراق يقع فی مرحلة حساسه و هامه من العلاقات فی الوقت الحاضر.

من جهه، مع التغيير الذی حصل فی اتجاه المسئولين الترک الی الاقليم و برغم العلاقات الباردة فی السنوات الاولی بعد الاستقلال الذاتی، کردستان يشاهد الاستثمارات المنتشره و اتساع العلاقات مع ترکيه فی الوقت الحاضر. من جهة اخره، الازمة السوريه و تواری الاکراد اللاجئين من هناک الی الاقليم، ادت الی المنافسة بين ترکيه و کردستان فی الدور التی ستلعب کلاً من هما فی مستقبل سوريه؛ الاتراک فی نفس الحال کانوا يحاولون بالامس علی ضم اقليم کردستان فی مسار اتجاهاتهم ضد الحکومة السوريه. علينا ان نضيف علی هذه المؤلفات، العلاقات مع امريکا کدولة لها علاقات ودية التی اهدت الاستقلال الذاتی الی المنطقه و افتحت الطريق امام اتساع علاقات الدول الغربيه مع کردستان. يقّيم سفر مسعود بارزانی الاخير الی روسيه کمحاولة من اجل التوازن بين الشرق و الغرب، الذی انتج توقيع اتفاقية فی مجال البترول مع الروس. اذا لاحظنا ان اقليم کردستان نتاج الاتحاد بين الحزبين الکبار فی المنطقه، الاتحاد القومی و الدموقراطی، يتضح لنا دليل الفرق فی الرؤية علی بسط العلاقات السياسيه و من ضمنها العلاقات مع ايران بين الحزبين. العلاقات الوديه و تمايل الاتحاد القومی الی ايران ليس له علاقة بالنظرة الی الشرق فی المنطقه بل له جذور فی المراودات و علاقات ايران الودية مع اکراد العراق فی السنين البعيدة الماضيه و قبيل هزيمة صدام، التی يذکرون­ها الطالبانيين اليوم احسن الذکر. هذه الفرق فی الرؤيه، الذی لم يعترفون بها غالبية المسئولين فی کردستان العراق، توضح سبب کثرة المراودات و علاقات اربيل، عاصمة کردستان و قاعدة البرزانيين، مع ترکيه، امريکا و الغرب؛ لکن السليمانيه، مرکزالطالبانيين، حسنت علاقاتها مع ايران. "ناظم دباغ" الممثل المسبق للاتحاد القومی فی ايران و الممثل الفعلی لاقليم کردستان فی ايران، ينفی الفرق فی الرؤية بين الحزبين بمثل المسئولين الاخرين فی اقليم کردستان ولکن يعترف بان ترکيه لها دوراً اکبر فی اقتصاد کردستان و کانت لها تشاور مع مسئولين کردستان فی مسائل المنطقه من ضمنها مسائل سوريه. ستقرئون مشروح حوارنا معه فی التالی.

اذا لاحظنا الازمة السوريه و تحالف دول المنطقه اتجاه هذه الازمه لنشاهد هناک حدوث مؤلفات حديثه فی علاقات ايران مع اقليم کردستان العراق. محاولة ترکيه علی ضم اقليم کردستان الی اتجاهاتها فی مسئلة سوريه احدی هذه المؤلفات. کيف تقدرون ميزانية تأثير هذه المسائل علی علاقات ايران مع اقليم کردستان؟ 

اولاً التقارب المستمر بين اقليم کردستان و ايران و ايضاً العراق و ايران هيه ضروره. علينا ان ننظر الی العلاقات بين ايران و اقليم کردستان من ناحيتين؛ من الناحية الاقتصاديه، و يلزمنا ان نقول مع الأسف ليست لها مستوی راقی و اهم اسبابها تعامل الشرکات الاقتصادية الايرانية التی ذهبوا الی کردستان و لم يکن لهم مستوی کيفی راقی و لهذا لم يحصلوا علی نتائج مطلوبه و الظروف الدولية و التحريم کانت لهما تأثير علی التقدم فی هذا المجال. اما من ناحية مستوی العلاقات السياسية و الأمنية و الاستراتيژية بين ايران، العراق و اقليم کردستان فی ضل قوانين العراق هيه فی سبيل التقدم. المسائل الموجودة فی المنطقه ادت الی الازمه و ولدت العراقيل الناشئة من الحرب و الاغتشاش و الدول و الجماعات يحاولون استغلال الموقف اتجاه منافعهم الخاصه. فی هذه الظروف هناک حلف السعودي القطري الذی متطرف بحماية اهل السنة فی المنطقه و هناک حلف ايران مع سوريه. الحکومات فی ايران و سوريه شيعيه و لهم منافع خاصه. الشعب فی العراق متکون من السنه و الشيعه و له منافع فی الحلفين. لهذا کل فئه و حرکة فی العراق تميل الی الجهة التی لها منافع فيها و باعتقادی ان علاقة ايران مع اقليم کردستان هيه علاقة استراتيژيه و ضروريه و لابد لها من الاستمرار. اعتقد ان بعض التغييرات و الحوادث ليس لها تأثير هام. 

کما يتبين ترکيه ايضاً تحاول تکوين حلف مستقل لها و انضمام اکراد العراق الی هذه الحلف. ليس کذالک؟

اکراد العراق لهم تواجداً واضح و هام فی حوادث المنطقه. لنا مسائل مشترکه مع سوريه علی ای حال، و کما العراق له حدود مشترک مع سوريه اقليم کردستان له حدود مشترک ايضاً و فی الوقت الحاضر الکثير من الشعب السوری المنکوب من الحرب مشرد فی کردستان. المسائل هناک مرتبطه و متصله و لا يمکن التشخيص بسهوله علی ان کردستان ستنضم الی حلف ايران او ترکيه. العراق الموحد لنا فی غاية الاهميه و من جهة اخره نعتقد ان علينا ان نبعد المنطقه عن زحف القاعده، الوهابيين و السلفيين المتعصبين من اهل السنة. لذا علينا ان نلعب دور فی المنطقه و نتجنب المسائل التی لاحاجة لنا اليها و تشغلنا قط. خضوعنا امام کل مواقف ترکيه غير صحيحه. اذا کما يقولون القادة الترک، علی بشار الاسد التخلی من السلطة من اجل المعارضين، نفس التحليل يدل علی ان من اجل المظاهرات فی ترکيه علی القادة الترک التخلی من السلطة ايضاً. لهذا علينا ان ندرس الظروف و العلاقات. فی الظروف الحاسمه هناک فئات لهم نيات سوء و يستغلون الفرص من اجل المنافع. فی الوقت الحاضر نحن نمارس هذه الظروف و لا نريد ان يدخلوننا بعض الفئات فی العاب التی لانفع لنا فيها.

ايران کانت لها اکثر محاولات فی سبيل حل الاختلاف بين اقليم کردستان و العراق او ترکيه؟

اعتقد من الخطاء ان نقول ترکيه. بلاشک ايران کانت لها اکثر محاولات فی هذا المجال. قبيلها و بعد هزيمة صدام ايران کانت لها اکثر مساعدات الی کردستان و العراق ايضاً. اما اليوم لازم نعرف بان کل فئه تحافظ علی مصالحها و تمشی فی سبيل اتجاهاتها الخاصه. فی مسئلة الاختلاف بين کردستان و بغداد لازم نتذکر ان دولة العراق لها اکثر قرابة الی ايران. لهذا علينا ان نقول بامکان ايران ان تلعب دور له اکثر تأثير فی حل الاختلاف. فی عهد النضال ضد صدام، ايران ايضاً کانت لها مساعدات کثيره للشعب العراقی و المعارضين. من الواضح انا فی ايران و لست فی ترکيه و اشاهد محاولات المسئولين الايرانينين. اما حسب مسموعاتی عن علاقات ترکيه مع العراق هو ان ترکيه رحبت ب"طارق الهاشمی" الذی حکم عليه فی المحاکم العراقيه، و هذه المسئله بالمرات سببت الاختلاف بين العراق و ترکيه.     

المسئلة الاخرة التی تؤثر علی علاقات ايران و اقليم کردستان الفرق فی رؤية الحزبين الکبار فی کردستان خاصة اتجاه ايران، کما علينا ان نحسب اربيل و السليمانيه کحوزتين منفصله و بينهم فارق اساسی.

لا، انا لا اقبل هذه المسئله، هناک لم يکن فارق فی الترحيب. يحتمل ان سبب هذا التلقی هو ان الشرکات التجارية الايرانيه کان لهم اکثر تواجد فی منطقة السليمانيه و ما کسبوا نتائج مطلوبه اما الشرکات الترکيه کانوا اکثراً متواجدين و لا يزالوا فی منطقة اربيل. اعتقد ان علينا البحث عن دلايل کثرت الشرکات الترکيه و قلت الشرکات الايرانيه فی اتجاهات ايران و ترکيه نحو النشاط الاقتصادی فی کردستان.

انا اقصد العلاقات السياسيه.

اعتقد ان فی اقليم کردستان هناک حوار سياسی و اداره موحده، لهذا لا اتصور وجود ای فارق بين السليمانيه و اربيل. 

فی الوقت الحاضر هناک جو فی اربيل متأثر من الحرکة الدموقراطيه و حرکة الاتحاد القومي متواجده فی السليمانيه. يعنی البارزانيين فی اربيل و الطالبانيين فی السليمانيه. هل سفر السيد داووداوغلو الی اربيل من اجل التشاور فی القضية السوريه کان متأثراً من هذه الظروف؟

انتم تقولون داووداوغلو. وزير الخارجية الترکيه يلاحظ الظروف و الجو من اجل تماشی مخططات و مصالح بلاده؛ کما ان اردوغان ايضاً کان له سفر الی اربيل. لکن سياست اقليم کردستان تمشی علی اسس مصالحها و غاياتها. الان اسئل منکم سؤال. اذا کما تقولون السليمانيه لها علاقة اقوی مع ايران لماذا لم يسافر ای وزير ايرانی الی السليمانيه حتی الان؟

سافروا الی کردستان العراق المسئولين الايرانيين فی السنوات الماضيه و من ضمنها يمکن ان نشير علی سفر السيد منوچهر متکی الوزير الخارجية فی تلک الوقت الی العراق و تواجده فی السليمانيه. بالتالی ايران تتماشی سياستها فی مسائل المنطقه عن طريق التشاور مع الحکومة المرکزيه.

سفرات المسئولين الايرانيين الی کردستان کانت قلائل، فی السنة الماضيه السيد سعيدلو المعاون فی الامور الدوليه لرئيس الجمهورية سافر الی اقليم کردستان و وقع اتفاقيات فی هذا السفر، التی تمشي فی الوقت الحاضر. من جهة اخره هو صحيح ان اکثر السياسات تتناسق مع الحکومة المرکزيه لکن ليس رئيس جمهورية الدولة المرکزيه هو کردی؟ ليس لکردستان دور و مقام هام فی مسائل المنطقه؟ هناک قواعد للسياسة تساعد علی المخططات و الغايات الشامله. الان علينا ان نقول بان تقدم ترکيه فی المجالات الاقتصاديه و السياسيه کان بواسطة سياستها اتجاه کردستان و نتوقع ان التعاون الاقتصادی و التجاری بين اقليم کردستان و ايران يتقدم اکثر فی المستقبل. 

الاجهزة الاعلاميه اعلنت ان داووداوغلو سافر الی اربيل من اجل انضمام کردستان الی اتجاههم فی مسئلة سوريه و ليس بسط العلاقات الثنايه بين اقليم کردستان و ترکيه.

بای نية او تخطيط کانت، هذه السفر يوضح بان ترکيه تهتم بالعلاقات مع کردستان. کان بامکان ايران ان تشاور کردستان فی مسئلة سوريه او ای مسئلة اخره فی سبيل تمشيت سياساتها. بالتالی انا اعتقد ان علاقات اقليم کردستان و ايران هيه فی مستوی راقیة.

 لکن لکم انتقاد علی مستوی العلاقات مع ايران فعلاً، لذا ليس بامکانکم ان تقولوا مطمئنين بان مستوی العلاقات راقیة.

 نحن راضين من مستوی العلاقات مع ايران. ما اقوله هو ان ايران کانت لها الکثير من التعاون معنا فی المجال السياسی و الامنی و دفعت مصاريف کثيره فی هذا المجال لکن مع الاسف ما کان بامکانها ان تستفيد من الظروف الاقتصاديه فی کردستان.


غالبية الخبراء و المحللين الکرد فی کردستان يعتقدون ان حرکة الطالبانی بالنسبة الی حرکة البارزانی لها اکثر رضايه من مستوی العلاقات مع ايران. ما هو السبب؟

 لا، ليس کذالک. لکل شخص فی مجتمع کردستان عقيدة خاصة له. هناک الکثير يدعون الخبرة و التحليل لکن فی النهايه علی المسئوليين ان يخططون مستوی العلاقات السياسيه. الظروف هناک به شکل التی تلزم تحسين مستوی العلاقات. و لازم ان نتذکر بين الشيعه، الاکراد و السنة فی العراق، الشيعة و الاکراد کان لهم اکثر قرابه الی ايران و اکثر تمايل بالعلاقات مع ايران. انا کنت شاهد فی الوقت الذی کان علاوی رئيس الوزراء وصلت له دعوات مکرره من ايران لکن هو لا يسافر و ما کان له تمايل بالعلاقة مع ايران. لکن الطالبانی، المالکی و ايضاً البارزانی سافروا بالمرات الی ايران حتی الان.

 

المجلة الشهريه همشهری ديپلوماتيک، رقم 75، شهريور 1392، صفحات 63 الی 65                            

 

 

 

Read کد خبر: 236

احدث الأخبار

الحصول على اتصال معنا

اهم الأخبار

حالت های رنگی