* كيف تقيمون الانتخابات البرلمانية في كوردستان المزمعة إقامتها في الحادي والعشرين من سبتمبر؟
لاشك أن الانتخابات عملية ديموقراطية في حد ذاتها تساعد الطرف الذي حاز علي أغلبية الأصوات علي تولي الحكم مستقلا أو من خلال تحالف مع أحزاب أخري. يتم إجراء الانتخابات البرلمانية في كوردستان العراق مرة واحدة في كل أربع سنوات. برأيي إن الانتخابات البرلمانية واحدة من إنجازات نضال الأكراد في العراق وهي تساعد الشعب علي أن يساهموا في انتخاب ممثيلهم مباشرة لإقرار القوانين اللازمة لإدارة المنطقة.
* بغض النظر عن هذه المواصفات الشكلية التي يمكن أن تتميز بها أية انتخابات، ما هي مواصفات هذه الدورة من الانتخابات بالقياس إلي الدورات السابقة التي تم إقامتها في كوردستان العراق؟
ـ تختلف هذه الدورة من الانتخابات عن دوراتها السابقة بتشكيل تيار فعال للمعارضة في كوردستان وهو لعب دواراً كبيراً في نقد حكومة الإقليم وحتي إتهامها في الدورات السابقة وانطلاقا من هذه التجربة دخل التيار الساحة السياسية الكوردستانية.
الميزة الثانية التي تميز هذه الانتخابات تعود إلي ائتلاف بين الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديموقراطي الكوردستاني للحضور في الانتخابات ضمن إطار قائمة مشتركة في الدورات السابقة ولكن في هذه الدورة دخل كل واحد منهما في الانتخابات بشكل مستقل. وما هو واضح في هذا الصدد أن المجموعات السياسية خاضت الحملة الانتخابية بمساحة أكبر من الحرية خلال هذه الدورة ومن جراء ذلك تمارس الحملة الانتخابية في جو أفسح من الحرية وهذا هو بدوره يبين ميزة أخري بالقياس إلي الانتخابات السابقة.
* نظرا إلي تصريحاتكم أن الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي الكوردستاني خاضا الانتخابات بشكل مستقل هل من المحتمل أن يطرأ تغيير علي ائتلاف الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي الاستراتيجي بعد الانتخابات؟
هناك في كوردستان العراق حقيقة يعود جزء منها إلي الماضي و جزؤها الآخر إلي الفترة التي كان يتعاون الطرفان مع بعض. و يعود جزء آخر منها إلي كسب أغلبية أصوات الشعب في كوردستان العراق الأمر الذي يتطلب تحالف الاتحاد الوطني الكورستاني والحزب الديموقراطي الكوردستاني وهذا لاينفي سائر الإئتلافات. إذن فمن الميزات الأخري التي هي نتيجة لهذه الانتخابات هي مشاركة المعارضة في الحكومة حسب المقاعد التي تحرزها، لذا فمن الضروري تحالف و ائتلاف كافة الكتل في المشهد السياسي الحالي حتي يحافظ علي تجربة كوردستان العراق الراهنة.
* كما أشرت سالفا أنّ حزب المعارضة قد دخل هذه المرّة في ميدان الإنتخابات بجديّة أكبر، هل تعتقد أنّ حزب المعارضة سوف يحصل علی مقاعد أكثر وبالتالي سوف يسبب التعديلات في كردستان العراق؟
في الحقيقة أنا قد اجتنبت في هذه الإنتخابات من أن أخمّن عدد المقاعد التي سوف يحصل عليها كلّ حزب لأنّه من البدهي أن يری كلّ شخص حزبه في القمة وفقا لتبعيته السياسية الخاصة. ولكن ما أشعر به هو أننا سوف نواجه بعض التحولات في الأصوات وثمة سؤال هو أنّ الأصوات في هذه المرّة ستكون بصالح أيّ من التیارات السیاسیة أكثر مما تکون لغيرها؟
بالطبع أنّ عدد مقاعد البرلمان 111 مقعدا وهذا عدد ثابت ولكن إنّ الأصوات فتتغيّر ولم يكن من الواضح أنّ هذه المقاعد كيف تتقسّم في هذه المرّة. وأيضا يعود قسم من هذا المشروع إلی تواجد ومشاركة شعب كردستان العراق في الإنتخابات وأنا أعتقد أننا يمکننا أن نعتبر من الإنتخابات الأخيرة القائمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإنّ شعب إيران قد شارك في التصويت بحماس فائق. في كردستان العراق أيضا قد انتهت الحرب والنزاع لمعالجة المشاكل والآن حان وقت الإنتخابات.
وهذه المهمة لتکون علی عاتق شعب العراق وبأنّ تصويتهم سوف یکون بصالح الأحزاب التي لها قِدم في المكافحات السياسية الطويلة بالطبع أنّها سوف تحصل علی أصواتها اللازمة والأحزاب التي قد دخلت مجال السياسة أخیرا أيضا سوف تحصل علی الأصوات اللازمة وفقا لخطط الإنماء التي تخططها لكردستان العراق. وهذا الأمر عائد إلی کمیة تصویت الشعب لهذه الخطط والشعارات ولابدّ أن لا ننسَ أنّ ثمة مجموعة من البواعث المؤثرة في الإنتخابات وقد تعرّف الشعب علیها وعلی هذه الشعارات عبر إرتقاء وعيه السياسي. إذ إنّه لاريبة أن تظهر بعض التغییرات في الأصوات. ولكن هذا لا يعني أنّ حزبا ما سوف يستطيع أن يحذف المنافسين الآخرين وینحیهم جانبا، فلقد انتهی الزمن الذي کان يمكن فيه لحزب أن يحصل وحده علی 51 في المئة من الأصوات. بالإجمال أنا أعتقد أنّ الإتحاد والحزب الديموقراطي قد يكونا من القوی الرئيسية التي تستطيع أن تحصل علی الکمیة المناسبة من الأصوات.
* هل تری أنّ عدم تواجد السيد "جلال طالباني" كرئيس الجمهورية العراقية والأمين العام للإتحاد القومي لكردستان العراق قد يؤثر في هذه الإنتخابات؟
بالطبع عدم تواجد سعادة السيد "جلال طالباني" قد يؤثر في هذا الميدان وحتی في الميدان السياسي لعالم اليوم بصفته كاريزما للحركة الكردية. لاشك أن يكون تواجد السيد "طالباني" كمسلك أو إستراتيجية سياسية حيّة وفاعلة. إذن فإنّي أری أن يكون أثر إيجابي لولاء شعب كردستان العراق ومعه التنظيمات القديمة والحديثة الخاصة بالإتحاد القومي الكردي، للسيد "طالباني".
* في الدعايات الأخيرة للإتحاد القومي لكردستان العراق، فقلمّا يظهر التواجد الدِعايي للدكتور "برهم أحمد" كأحد المساعدين للسيد "طالباني" هل عدم تواجده هو لسبب ما؟
أنا لم أجد سببا خاصا لعدم التواجد هذا والأصح أنّه بسبب قضيّة فنية وبما أنّه قد بقي وقت طويل للإنتخابات، قد يعود شيء من عدم التواجد هذا إلی برنامج القنوات للدعاية الذي يسبب التواجد لشخص ما وعدم التواجد للآخر و قسم من هذا عائد إلی أنّ أعضاء المكتب السياسي للإتّحاد القومي الكردي يجتنبون أن يدخلوا في حقل الدعاية الإنتخابيّة لصالح أحد المرشّحين. ففي الإنتخابات السابقة كان سعادة الدكتور "برهم" رئيس القائمة وهذا الأمر أدّی إلی تواجده البادي، ولكنّ في هذه الفترة فقد دخلت في الإنتخابات التكتلات المختلفة التي يمكنها أن تحدّد تواجده المباشر. يمكن للسيد "برهم" أن يبلّغ لصالح القائمة الخضراء فقط ولم يواجه أي عقبة في هذا المضمار. ولقد يخطئ العضو للمكتب السياسي لو أنّه أكّد علی شخص ما ولابدّ له أن يبلّغ لبرنامج الإتحاد القومي فحسب. وأنا أری عدم تواجده في عدم الإرادة في أن یکون جزءا من برنامج شخص من أشخاص القائمة الخضراء.
* كما علمت أنّ أمريكا تخطط لهجوم محدّد إلی سوريا، ما هو موقف حكومة إقليم كردستان العراق في هذا الأمر؟
موقف حكومة إقليم كردستان العراق كان منذ البداية حتی الان موقفا حسما وواضحا ولا زالت الحكومة الكردية تخالف أيّ نوع من الحروب، لأنّ الحرب لم تكن لصالح أحد ولابدّ أن نعلم بأنّ لو اشتعلت نار الحرب في سوريا لتكون حربا متباينة بالنسبة إلی الحروب التي وقعت في العراق وأفغانستان. وأيضا سوف نجد بونا شاسعا في أساليبه الحربية، إذن إنّ حکومة إقلیم کردستان العراق تطالب بفضّ النزاع والمشاكل بأسلوب ودّي وتصالحي، حتی تكون السلطة الحقيقية بيد نوّاب الشعب وتقام الإنتخابات. مع النص علی أنّ الأكراد سيرفضون "القاعدة" و "سلفيت" في سوريا، لأنّه من الواضح أنّهم لا يمنحون الأكراد أيّ حق حتی أنهم أفتوا بالقضاء علی الأكراد. في ما مضی أيضا لم تعيّن حكومة "أسد" أيّ حق للأكراد. إذن في غضون ذلك لم يكن من السهل لنا نحن الأكراد أن نحكم علی إصابة الإجراءات وعدم إصابتها، إلّا أنّنا نأبی شنّ الحروب إذا إنّ العراق ومعه كردستان العراق لیکونا عرضة للحرب أيضا، لو وقعت حرب.
* منذ فترة وقد التحق الشباب الأكراد إلی حركة "النصرة" ومكتب "القاعدة" في سوريا وقد ذُكر أنّ عددهم 150 عضوا. ما هو موقف حكومة إقليم كردستان العراق في هذا الأمر؟
قبل كلّ شيء لابدّ أن أذكر أنّ حكومة إقليم كردستان العراق لم تكن مطلعة علی التحاق الأشخاص لحركة أو عدم تعهدهم بها ونحن أيضا قد سمعنا هذا من وكالات الأنباء دون أن نکون مطلعین وستواجه حكومة إقليم كردستان العراق هذه القضية وفقا لما اتخذّت من موقف حيادي حيال التحولات الأخيرة. لاريب أنّ أيّا من التنظيمات الرسمية وغير الرسمية في كردستان العراق لم تتقبّل حتی الآن عقبة ومسؤولیة هذه الأحداث. ولكن لابدّ أن لاننسی أنّ حكومة إقليم كردستان العراق ستتخذ نفس الموقف المتخَذ حيال "حركة النصرة" للأكراد الملتحقة بهذه الحركة وعلی هذا أساس ستواجه الجهات المختصّة بهذه القضية.
* بعد الإنتخابات الأخيرة التي أقامت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد شارك السيد "نيجيرفان بازراني" كرئيس الوزراء، لحكومة إقليم كردستان في مراسيم تسلیم مهام الرئاسة في إیران. كيف تجد العلاقات بينكم وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في الحكومة الحادية عشرة؟
لاشكّ أنّ في جميع الحكومات الإيرانية السالفة نجد العلاقات آخذة في التوسع وفي كافة هذه الحكومات لو
فرضنا أنّ العلاقات لم تکن آخذة في النمو، فإنها أيضا لم تكن معاكسة أيضا. أمّا عن الحكومة الحادية
عشرة فبالطبع يكون الأمر هكذا أيضا.
ولاسيّما أنّ أحدی مهام الحكومة الجديدة وفقا لما أوصی به المرشد الأعلی هي فضّ مشاكل الشعب الإيراني ولابدّ أن يكون إحراز آمال الشعب وأحلامهم في الأولوية لهذه المهمة. وبرأیي أنا لابدّ للحكومة الجديدة أن تنتبه لآمال الشعب الکردي أیضا من حیث أنّها لازالت لهذه الحكومة دورإيجابي تُجاه قضية الأكراد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إذن أنا أخمنّ أن تنمو وتتوسع هذه العلاقات أكثر فأكثر. لاسيما في مجال إعاده الإعمار والإصلاح وأيضا في المجال الأمني فبالطبع أنها ستتوسّع.
* من المقرّر أن يقام مؤتمر وطني في كردستان العراق، هل ستدعون الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلی هذا المؤتمر؟
أنا شخصيا أعتقد أنّه لابدّ لهذا المؤتمر الوطني الكردي أن يكون داعيا للسلام والود. لابدّ أن يكون مؤتمرا حاملا الآليات القانونية والشرعیة لمعالجة مشاكل الأكراد. التجربة الراهنة لكردستان العراق والرئادة السياسية لحكومة إقليم كردستان العراق في إطار الموازنة والتحفظ علی العلاقات مع دول المنطقة، علیه أن يكون باعثا للمؤتمر الوطني الكردي كي يحمل للدول المجاورة رسالة في نطاق دستور الدول المجاورة. إذن أری أنّ مشاركة دول ايران، وتركيا، وأيضا العراق التي یسکن فیها الأكراد في هذا المؤتمر سيكون بصالح المشاريع الإستراتيجية لهذه الدول غیر أن يكون أيضا بصالح سكّان هذه الدول الأكراد. لاريب أنّ الأكراد كما يريدون الوحدة في العراق مع بقاء استقلالهم فهم يطالبان نفس الإستقلال والوحدة في تركيا وإيران أیضا. فهذا المؤتمر يمكن له أن يحصل علی نتائج صائبة لو أقیم في إطار دستور هذه البلدان وأنا أصف مشاركة الدول المجاورة بالإيجابية. وإن كان هذا الأمر عائد إلی موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فلاشك عندي أنّ الأكراد في إيران قد انقسموا إلی تكتّلين: حزب المعارضة والذين يسكنون خارج البلاد والتكتّل التالي هو الشعب الكردي الساکن في إيران. ومشاركة الأكراد في الإنتخابات الرئاسیة هو دليل علی تأييد ومشاركة الأكراد في المشروع السياسي للجمهورية إسلامية الإيرانية.
* السؤال الأخير، هل تری أن الهجوم علی سوريا سيؤثر في مشروع السّلام في تركيا؟
طالما قلت بأنّ تركيا قد هجمت مرارا علی ب. ك. ك PKKولكن دون جدوی فإنّها لم تحصل هذه المرّة أيضا علی أيّ طائل. لو تكن تركيا في مواقفها صادقة ومجدّة بالطبع لا یغدو هذا المشروع دون طائل. ونحن نأمل أن تُأخذ هذه الحوارات بعین الإعتبار. وإن يكن لكل من الجانبين أساليبه الخاصة في التداول والمباحثات. وفي هذا الإطار قد تؤثّر التحولات في المنطقة مباشرة أو غير مباشرة علی مجری هذا المشروع.