دبي/ وام: أظهر تقرير أصدرته غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجلة " الإيكونومست" الاقتصادية أن إقليم كردستان يعد وجهة استثمارية مستقرة وواعدة للشركات الإماراتية خاصة في قطاعات النفط والغاز والعقارات والسياحة.
وكشف التقرير أن العراق هو أحد أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات إذ وصل حجم التبادل التجاري مع العراق في نهاية 2012 إلى 8 مليارات دولار أمريكي في حين يحتل العراق المرتبة الثانية كأكبر سوق لإعادة الصادرات الإماراتية.
يأتي هذا التقرير بمناسبة الزيارة التي ستقوم بها البعثة التجارية لغرفة تجارة وصناعة دبي غدا إلى إقليم كردستان العراق برئاسة سعادة عبدالرحمن سيف الغرير رئيس مجلس إدارة الغرفة وذلك لبحث فرص التعاون المشترك وإتاحة الفرصة للشركات الإماراتية للتوسع في سوق كردستان الواعدة.
وسلط التقرير الضوء على إمكانات وفرص الاستثمار المشتركة بين دبي وإقليم كردستان.. ولفت إلى أن إطلاق طيران الإمارات لخدمة الشحن الجوي الخاص بها إلى البصرة لتلبية الطلب على نقل الآليات لشركات النفط والمواد الغذائية الرئيسية ساهم في توطيد العلاقات الثنائية بين العراق والإمارات.
وتوقع التقرير أن يشهد العراق خلال السنوات الخمس المقبلة نموا اقتصاديا ملحوظا ليصبح واحدا من أسرع اقتصاديات العالم نموا إلا انه كمثل الاقتصاديات الجديدة يواجه عددا من التحديات التي قد تؤثر على استدامته.. ويعتبر النفط المكون الرئيسي لنمو اقتصاد العراق حيث يشكل 85 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي و89 بالمائة من الإيرادات الحكومية..
وتخطى انتاج النفط مستويات العام 2003 إلا أن إمكانات العراق في هذا المجال ما زالت غير مستغلة رغم وجود خطط لمضاعفة الإنتاج 3 مرات بحلول العام 2020 في حين أن ضعف قطاع النقل والتخزين والبنية التحتية للتصدير يؤثر سلبيا على زيادة إنتاج النفط.
ويشهد العراق تنوعا في الفرص التجارية والاستثمارية في عدد من القطاعات الصناعية بما فيها التشييد والبناء والعقارات والسياحة ولذلك فإن خبرة دبي في هذه القطاعات قد تكون أساسية للاستفادة من هذه الفرص.
وأوضح التقرير أن إقليم كردستان يشكل قاعدة تجارية واقتصادية للتجارة والاستثمارات الإماراتية وبوابة إلى السوق العراقية الواعدة حيث تشكل كردستان حسب التقرير أكثر المناطق انفتاحا مقارنة بباقي المدن العراقية حيث تعمل الحكومة على تشجيع الاستثمارات الأجنبية بالإقليم مدعومة بنمو قوي يقوده الإنفاق والاستثمار الحكومي في النفط والغاز.
وأشار التقرير إلى أن الاستثمارات الإماراتية في الإقليم شهدت نموا ملحوظا خاصة في مجال التشييد والبناء والخدمات اللوجستية وتتصدر مدينة أربيل بشكل خاص النمو في قطاع العقارات حيث شهدت المدينة ثورة عقارية ونموا متسارعا جعلتها تلقب بـ "دبي العراق" حيث يؤمل أن تصبح أربيل مركزا إقليميا وخصوصا بعد افتتاح المطار عام 2010 .
وأظهر التقرير أن واردات كردستان تشكل 85 بالمائة من إجمالي تجارة الإقليم مع توقعات بتزايد الطلب على المواد الأساسية والاستهلاكية نظرا للازدهار اللافت في قطاع التشييد والبناء وارتفاع الدخل والأجور.
وتمتلك كردستان - حسب التقرير - نقاط قوة أهمها الاستقرار وتحسن البنية التحتية والخدمات اللوجستية والروابط التجارية القوية مع تركيا ودعم الحكومة للاستثمارات الأجنبية المباشرة بالإضافة إلى الطلب المتزايد على كافة القطاعات في حين يمثل الإقليم بوابة أكثر استقرارا للسوق العراقية ويمتاز بمناطق تجارة حرة وتركيز جديد على السياحة والزراعة.
وتتركز الاستثمارات في القطاعات غير النفطية في قطاع الإسكان وإعادة بناء البنية التحتية وترميمها في حين تركز السلطات في الإقليم على مجالات استثمارية أخرى مثل الزراعة بشكل أساسي والصناعات الخفيفة والسياحة.
وأشار التقرير إلى أن مجال تشييد المنازل والمساكن يشهد ثورة عقارية في الإقليم قادتها الاستثمارات التركية واللبنانية إلا ان شركة تروجان للمقاولات التي يقع مقرها في دولة الإمارات تعمل حاليا على مشروع سكني لثلاث سنوات.
وذكر التقرير شركات إماراتية أخرى نشطة في سوق كردستان منها دانة غاز وروتانا وماجد الفطيم وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة.
من جهة أخرى شهد القطاع المصرفي في كردستان إقبالا من المصارف الأجنبية خاصة المصارف التركية واللبنانية التي بدأت دخول السوق الكردستانية .. ونوه إلى وجود استثمارات في هذا القطاع من قبل بنك "اتش اس بي سي" و"ستاندرد تشارترد".
ولفت التقرير إلى أن الصناعة تشكل 22 بالمائة من إجمالي الناتج الإجمالي المحلي للإقليم يقوده قطاع النفط والغاز إلا أن الاستثمارات في الصناعات غير المكلفة مثل مواد البناء ومصانع الزجاجات بدأت جذب المستثمرين مثل شركة بيبسي كولا.
وتشكل السياحة 19 بالمائة من إجمالي الناتج الإجمالي حيث زار الإقليم في عام 2010 حوالي 3ر1 مليون شخص منهم 20 ألفا من خارج العراق في حين أن أغلب الزيارات الأجنبية للإقليم تكون لممارسة الأعمال وتجذب الطبيعة الخلابة للإقليم مزيدا من السياح من إيران وتركيا.