أجرى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان قبل ظهر اليوم الأثنين 5 يناير/ كانون الثاني 2015، زيارة ميدانية إلى ناحية سنوني ومزار الشيخ شرف الدين في جبل شنكال.

بداية وفي إجتماع مع  إدارة المنطقة وممثلي المواطنين الأيزيديين في حدود المنطقة، جرى بحث أوضاع المناطق المحررة وعملية عودة  السكان والإحتياجات الخدمية وتنظيم  وتفعيل المؤسسات الحكومية، وتم التأكيد على أن حكومة الإقليم ستعمل ما بوسعها  لكي تعود المؤسسات الإدارية وجميع الخدمات إلى المنطقة، وتسهيل الطريق أمام عودة المواطنين إلى أماكنهم، ولهذا الغرض ستقوم الفرق الحكومية المختصة في هذه المجالات بزيارة المنطقة بهدف إعداد تقرير حول الإحتياجات وتقديم الخدمات العامة.

كما أشاد رئيس الوزراء  بدور القادة والعسكريين الأيزديين، الذين تصدوا وقاوموا داعش منذ بداية هجماتهم على المنطقة وجبل شنكال، وقال: ’’ننحني إجلالاً وإكباراً أمام تضحيات الشهداء، كما نعبر عن خالص إحترامنا وتقديرنا  لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا ودافعوا عن المنطقة وجبل شنكال ومزار  الشيخ شرف الدين، وتحدث بشكل خاص عن الدور الملحوظ لقادة البيشمركة الأيزيديين، السادة قاسم ششو، وقاسم سميل، وقاسم دربو، وخلف مراد عطو هبابي وفقير بدل ألياس“.

وبعد ذلك، زار السيد نيجيرفان بارزاني مزار الشيخ شرف الدين، وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، قال:  ’’مجيئنا إلى مزار شرف الدين ولقائنا مع هؤلاء الأبطال الذين قاوموا منذ عدة أشهر في جبل شنكال، كان الهدف الأول هو أن نهنئهم ونباركهم باسم حكومة إقليم كوردستان، وأن نعرب لهم عن خالص تقديرنا لنضالهم وجهودهم خلال عدة أشهر وتلك المقاومة التي ابدوها في جبل شنكال  كان عظيماً جداً. الهدف الثاني كان زيارة مرقد الشيخ شرف الدين كانت رسالتنا إلى الأخوات والأخوة الأيزيديين ونقول لهم بأن حكومة إقليم كوردستان تكن لهم كل الإحترام والتقدير، ونقول لهم بأننا نتفهم جراحكم العميقة، ولكن الحمد لله بفضل نضال وجهود هؤلاء  الأبطال  تمكننا من تحرير هذه المنطقة بالكامل، وأشكر هؤلاء الأبطال الذين ابوا أن يتركون هذا المكان المقدس للأيزيديين تحت سيطرة مسلحي داعش“.

كما اضاف أيضاً:  ’’تحدثنا مع إدارة المنطقة بشكل مفصل عن  الخطوات المقبلة من ناحية إعادة الإعمار وإيصال الخدمات، وكيفية ضمان الخدمات الإدارية لسكان هذه المنطقة، ونأمل   خلال الخطوات المقبلة وبعد تحرير شنكال بالكامل، من إيصال كامل الخدمات وضمان عودة الحياة إلى المنطقة، وعودة المواطنين  إلى  ديارهم وممتلكاتهم.  

بخصوص تعويض المنطقة وسكانها ، قال رئيس الوزراء:  ’’بكل تأكيد لست الوحيد الذي يزور المنطقة، وستقوم لجنة من حكومة إقليم كوردستان بزيارة المنطقة لاحقاً، وهدفنا هو عمل ما بوسعنا  لتعويض أهالي المنطقة وتسهيل عودتهم، وسوف لن نذخر جهداً في مساعدتهم في إطار واجبنا، وبالتأكيد سنقوم كحكومة  بتنفيذ  واجباتنا“.

وبخصوص قضية  تعريف أحداث شنكال كجينوسايد ، قال السيد نيجيرفان بارزاني: ’’شكَّللنا لجنة لهذا الغرض ، وتضم هذه اللجنة وزيرين من حكومة إقليم كوردستان، بالاضافة إلى عدد من الشهود العيان على الأحداث، وسنواصل جهودنا كحكومة بهذا  الصدد، لأنه في الحقيقة نؤمن بأن ما جرى للأيزيديين يعتبر جينوسايد بكل المعايير،  ومستعدون دون أي تردد لدعم أي جهود أو محاولة لازمة لتدويل وتعريف هذه الأحداث كجينوسايد.

وبخصوص إيقاف تقدم البيشمركة إلى داخل شنكال، قال رئيس الوزراء:   ’’في الحقيقة عندما وضعت هذه الخطة، فان مركز شنكال لم يكون ضمن خطة عمليات البيشمركة في البداية، ولم يقرر دخول البيشمركة إلى داخل شنكال، العملية العسكرية كانت فقط لتحرير جبل شنكال وسنون وضواحيها ، والآن بكل ثقة تنظر البيشمركة إلى شنكال من المنظور العسكري ،  وفي أي وقت تقع شنكال ضمن خطة التحرير من قبل البيشمركة، سوف تدخل ضمن برنامج العملية العسكرية “ .

وبخصوص توقيت تحرير تلك النسوة الأيزيديات اللاتي أُخطتفن من قبل إرهابيي داعش، أوضح رئيس الوزراء:   ’’جميع المواضيع لا تعلن في وسائل الإعلام، ولكن أود إطمئنان جميع المواطنين الأيزيديين بأن جهودنا مستمرة في هذا المجال “.

من جانبه قال الشيخ إسماعيل، رجل دين أيزيدي، ومجيور مزار الشيخ شرف الدين تعليقاً على زيارة الرئيس بارزاني رئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة  إقليم كوردستان إلى جبل شنكال: ’’نحن سعداء بزيارة السادة رئيس الإقليم ورئيس  الحكومة إلى جبل شنكال ومزار شرف الدين“.

واضاف أن: ’’زيارة السيد رئيس الحكومة إلى مزار الشيخ شرف الدين، يعني  زيارة سيادته إلى بيوت جميع الأيزيديين، واليوم يعتبر ذلك بالنسبة لنا عيد. آملين أن تكون هذه الزيارة مبعث خير لجبل شنكال ، متمنياً بعون الله والرئيس بارزاني والمقاتلين الأيزيديين وقاسم ششو وجميع الأيزيديين تحرير شنكال بالكامل“ .

كما اضاف أيضاً: ’’عقب فتح طريق جبل شنكال، وصلت المعونات بشكل مستمر إلى المواطنين، كما نرجو أن تستمر هذه المساعدات، وأضاف: مطاليبنا الرئيسية هي بذل الجهود لتحرير تلك النسوة الأيزيديات اللاتي بقين بيد مسلحي داعش، ومطلبنا الثاني هو أن تكون شنكال إقليم أيزيدي تابع إلى إقليم كوردستان، وتحويل خطوط الكهرباء التي كانت مربوطة بالموصل إلى خطوط إقليم كوردستان“.

من جانب آخر  وصف السيد قاسم ششو، أحد القادة العسكريين للكورد الأيزيديين الذي واصل المقاومة في جبل شنكال منذ البداية: ’’أن مجيء الرئيس بارزاني ونيجيرفان بارزاني إلى هذه المنطقة تعتبر زيارة تأريخية، لن تنسى أبداً وهي محل سعادتنا وتقديرنا وإعتزازنا. نود أن نعلن  للمواطنين؛ في وسائل الإعلام، سابقاً كانوا يقولون بأن البيشمركة هربت من شنكال، ليعلمون الآن بأن البيشمركة جائوا  بدمائهم وأُستشهدوا وجرحوا لفتح طريق جبل شنكال والرئيس بارزاني جاء إلى جبل شنكال وزار مزار الشيخ شرف الدين، مثلما نلاحظ الآن بأن رئيس الحكومة أيضاً أمام مدخل مزار شرف الدين، ونقول لهؤلاء الناس؛  هم لا يستطيعون  التحايل علينا واللعب بعقول شعبنا“.

هذا وبخصوص عدد من التسريبات  التي تدعي تحويل شنكال إلى إقليم مستقل غير تابع لإقليم كوردستان، قال السيد قاسم ششو: ’’سمعنا من وسائل الإعلام إدعاء البعض تحويل شنكال إلى إقليم مستقل خارج إدارة إقليم كوردستان، هؤلاء الناس أعدائنا وهم ليسوا مسؤولون عن شنكال وأن القرار ليس بيدهم، فنحن جزء من كوردستان وسوف لن ننفصل أبداً، ولكن ندعو من رئيس الحكومة إلى تحويل  شنكال إلى محافظة وعدم إبقائها كقضاء“.

وبعد ظهر اليوم نفسه، إلتقى السيد نيجيرفان بارزاني على جبل شنكال بالقادة العسكريين في المنطقة وقادة البيشمركة الأيزيديين الذين واصلوا المقاومة في جبل شنكال منذ البداية  وقادوا  البيشمركة الأيزيديين ودافعوا عن جبل شنكال والنازحين الأيزيديين ومزار الشيخ شرف الدين، وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات العسكرية وسبل إدارة العمليات العسكرية لقوات البيشمركة.