فلاح مصطفى يحاضر حول الوضع السياسي والعلاقات الدولية لإقليم كوردستان

أربيل: نظمت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، ندوة لرئيس دائرة العلاقات الخارجية فلاح مصطفى حول موقع ودور إقليم كوردستان على المستوى الدولي، بحضور سهام جبلي مساعدة مسؤول العلاقات الخارجية وعدد من المدراء ومنتسبي الدائرة وذلك على قاعة المؤتمرات في دائرة العلاقات الخارجية في العاصمة أربيل.

 

وأوضح فلاح مصطفى خلال الندوة أن إقليم كوردستان على الرغم من أنه  كيان غير مستقل لحد الآن (None State Actor)  ولكن بامكانه المشاركة في العلاقات الدولية. ونوه إلى أن الحركة التحررية الكوردية مرت بمراحل عديدة ولغاية وصولها إلى يومنا هذا، وخلال المراحل الماضية ناضلت من أجل ضمان حقوقها القومية، وكانت العلاقات الدولية في حينها تجري عن طريق المنظمات الدولية لكسب الوعود الدولية وتفهم حقوق  الكورد، وعقب تشكيل الكابينة الأولى لحكومة إقليم كوردستان بعد الإنتخابات النيابية لبرلمان كوردستان عام 1992 توجه إقليم كوردستان نحو مرحلة الواقع (Facto) وإستطاع من تشكيل حكومته في تجربة فريدة ونادرة من نوعها، حيث تمكن الإقليم من التحكم بعلاقاته الدولية والعلاقات التجارية ومنح تراخيص الدخول كبديل للفيزا وحتى أن الوفود الزائرة كانت لا تدخل الإقليم عن طريق بغداد وإنما عن طريق تركيا وسوريا وإيران، وإلى حد ما كانت تتصرف كدولة، ولكن الإقليم كان يفتقر إلى تعريف قانوني.

وتناول مسؤول العلاقات الخارجية خلال الندوة أوضاع إقليم كوردستان بعد مرحلة 2003، حيث حصل الإقليم على مكانة قانونية ودستورية باعتراف المجتمع الدولي. وأشار إلى أن ما إستطاعت كوردستان فعله خلال تلك الفترة فاقت قدرات  وإمكانيات الدول الصغرى التي لم تستطيع فعله، وذلك بفضل وجود قيادة قوية وبوجود أسباب القوة  من الجانب الإقتصادي والعسكري فضلاً عن عامل الجيوبوليتيكي للمنطقة الذي جعل من الكورد في الشرق الأوسط أن يكون لاعب رئيسي  يحسب له في المنطقة.

هذا وتطرق مسؤول العلاقات الخارجية في الوقت نفسه إلى تأسيس دائرة العلاقات الخارجية لبناء العلاقات مع الدول الخارجية بشكل رسمي ومؤسساتي لحماية مصالح الإقليم، وعلى الرغم من وجود دائرة للعلاقات في السابق ولكنها كانت تفتقر  التنظيم في إطار مؤسساتي في  حينها. كما أشار إلى أن تأسيس هذه الدائرة لم يكون بالامر الهين في حينها إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ما كان يعيشه العراق من حكم مركزي والذي كان يسيطر على زمام الأمور، ولذلك كانت قضية المركزية لاتزال مسيطرة على الحكومة.

 

كما أشار إلى أن حكومة إقليم كوردستان تتبع الآن دبلوماسية ثقافية ودبلوماسية الطاقة والإستثمار، وتسعى من خلالها تعرف الإقليم للعالم وخاصة من ناحية الطاقة إلى حد ما نراه اليوم من أن إقليم كوردستان له مكانته على خارطة الطاقة، كما نلاحظ الآن أن الشركات العملاقة مثل أكسون موبيل وشيفرون وتوتال وكاز بروم، أي من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا تعمل اليوم في كوردستان، حيث قررت هذه الشركات العمل في إقليم كوردستان فقط وعدم الرضوخ لتهديدات بغداد.

هذا وأوضح فلاح مصطفى طبيعة العمل الدبلوماسي من الناحية العملية، وأشار إلى رغبة دول العالم في بناء العلاقات مع إقليم كوردستان ووصف جميع الدول بالمهمة بالنسبةلإقليم كوردستان.

وكشف مسؤول العلاقات الخارجية أنه في سياق مشاركته في إطار وفد الخارجية العراقية مؤخراً في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة والجلسات الثنائية مع الدول، حيث إلتمس بأن هنالك آراء إيجابية حول إقليم كوردستان، كما إلتمس وجود حساسية اقل من الماضي تجاه الإقليم، ولم يخفي في الوقت نفسه أن أحدى الأهداف المهمة لإقليم كوردستان هو دعم القضية الكوردية العادلة في جميع أجزاء كوردستان ودعم الحلول السلمية للقضية الكوردية في تلك الأجزاء من كوردستان. كما سلط الضوء على مستوى تقدم علاقات الإقليم مع الدول المجاورة وخاصة مع تركيا ومراحل التقدم وإزدهار تلك العلاقات.

كما سلط الضوء خلال الندوة أيضا على الأوضاع الراهنة في سوريا ووضع الكورد في هذا البلد، وأعرب عن سعادته بالدور الذي يضطلع به إقليم كوردستان في معالجة هذه القضية، وأوضح أنه بفضل الإستقرار السياسي في إقليم كوردستان هنالك اليوم 27 قنصلية وممثلية للدول الأجنبية وعشرة دول أخرى بصدد فتح قنصلياتها قريباً، فضلاً عن وجود 14 ممثلية لحكومة الإقليم في الخارج تعمل بشكل مستقل عن قرار سفارات العراق في تلك الدول.

وفي ختام الندوة طرح الطلبة عدد من الأسئلة ووجهات النظر على مسؤول العلاقات الخارجية، حيث أجاب عليها باسهاب.

Read کد خبر: 213

احدث الأخبار

الحصول على اتصال معنا

اهم الأخبار

حالت های رنگی