وخلال المراسيم التي حضرها عدد من الوزراء في حكومة إقليم كوردستان والقناصل وممثلي الدول الأجنبية ومحافظ أربيل وعدد من أصحاب العمل، تفقد نيجيرفان بارزاني نموذج مصغر للمشروع، حيث قدم محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المنفذة للمشروع نبذة تعريفية عن المشروع لنيجيرفان بارزاني. وأوضح العبار أن "كلفة المشروع تبلغ 3 مليارات دولار وعلى 3 مراحل يمكن اختصارها الى مرحلتين وبمدة انجاز خمس سنوات"، وسيقوم بالاشراف عليه وتنفيذه نخبة من ألمع المهندسين الاختصاصيين في العالم".
وعقبها أعرب العبار في كلمة له في المراسيم عن شكره لحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان ومشاركته هذه المراسيم، وأوضح أن دعم حكومة الإقليم للمشروع دليل حي على فطنة ومدى البعد الفكري الناجح للقيادة السياسية في كوردستان، وأكد على وجود العديد من العوامل المشتركة بين أربيل ودبي. كما أضاف قائلاً: نسعى من خلال ’وسط مدينة أربيل‘ إلى إرساء ملامح جديدة لأنماط الحياة العصرية، ليكون نموذجاً تقتدي به المشاريع العمرانية المستقبلية في البلاد. ونحن على ثقة بأن الآثار الاقتصادية الإيجابية للمشروع الجديد ستكون هامة للغاية، من خلال حفز نمو قطاعات تجارة التجزئة والضيافة والترفيه، بما يوفر آلاف فرص العمل الجديدة للقوى العاملة المحلية، ويمثل عنصراً جاذباً للاستثمارات الأجنبية في العراق".
ثم ألقى نيجيرفان بارزاني كلمة في المراسيم أعرب من خلالها عن شكره لمشاركة قناصل الدول الأجنبية وحضورهم في هذه المراسيم. منوهاً إلى أنه لأمر مفرح في جميع أنحاء كوردستان عندما يجري الحديث عن التجديد والتقدم وإعادة إعمار الوطن، لأن كوردستان تعرضت إلى الكثير من الويلات والخراب، لذا فأننا نعرف جيداً قيمة إعمار الوطن. كما أشار إلى أن موقع المشروع سيكون أحسن مكان على مستوى إقليم كوردستان والعراق، وسيكون محل فخر كوردستان والعراق والمنطقة.
وأوضح رئيس الوزراء أن عمل شركة إعمار الإماراتية في كوردستان باعتبارها واحدة من أكبر الشركات العقارية في العالم، وصاحبة أكبر برج وهيكل قائم بذاته في العالم، دليل آخر على أهمية كوردستان وأربيل وسيجعل منها قوة إقتصادية كبيرة.
كما سلط الضوء على تفاصيل مشروع وسط المدينة والذي سيمتد على مساحة مليون و800 متر مربع، منها 541 الف متر مربع ستخصص للوحدات السكنية، حيث سيسكن فيها نحو 15 ألف شخص، كما سيخصص 15 ألف متر مربع للمكاتب، و50 ألف متر مربع لمركز للتسوق هو الاكبر من نوعه في المدينة، ومجموعة فنادق منها 3 بتصنيف خمس نجوم، وحي مركزي للاعمال الى جانب وحدات سكنية فاخرة مع الاهتمام بالمساحات الخضراء في المشروع". كما سيساعد المشروع في توفير فرص العمل لأكثر من 35 ألف شخص وسيدعم بشكل كبير في رفع دخل إقليم كوردستان من خلال جذب السواح وأصحاب الرأس المال وتوسيع أماكن إيواء السواح.
ووجه رئيس الوزراء كلامه إلى الشباب، وحثهم للعب دورهم والإنخراط في القطاع الخاص وتعلم مختلف المهن، معرباً عن قلقه من إبتعاد الشباب عن القطاع الخاص؛ في الوقت الذي ننعاني فيه من تحويل العملية الصعبة إلى الخارج نتيجة توافد الأجانب لشغل هذه الوظائف في القطاع الخاص بنسبة أكثر من القطاع العام، لذلك دعا الشباب العمل بشكل فعال في هذا المجال.
وأعرب نيجيرفان بارزاني عن إعتقاده أن الأوان قد حان ليقوم الشباب في العمل في جميع المجالات لتعزيز وتطوير القطاع الإقتصادي في الإقليم، داعياً منظمات الشبيبة الدخول في علاقات مع الشركات الأجنبية للحصول على فرص العمل في القطاع الخاص، كما اكد على ضرورة أن تقوم الشركات الإستثمارية في إقليم كوردستان بايلاء الأولوية والأفضلية لمواطني إقليم كوردستان وبشكل خاص منح الشباب فرص العمل.
وأكد على أنه متفق مائة في المائة في تحقيق أحلام وتطلعات الشباب للوصول على الرفاهية، ولكن تحقيق هذه الأحلام يحتاج إلى جهود ومحاولات الشباب بشكل مكثف في العمل وأن كوردستان قامت الآن باتخاذ خطوات متقدمة كبيرة وقامت بتوفير الإحتياجات والخدمات بشكل كبير. ولم تذخر الحكومة وسعاً في تقديم الأعمال لمواطني هذا البلد، ولكن أعاد إلى أذهان الجميع بأن العمل على تطوير الوطن وتقدمه ليس من واجب الحكومة فقط وإنما بحاجة إلى جهود وإمكانيات وطاقات الشباب لتحسين أساليب الإستفادة من الموارد القومية والوطنية.
وبخصوص مسألة السكن، سلط رئيس الوزراء الضوء على أن قضية الإسكان في البداية كانت في توزيع الأراضي على الموظفين والمنتسبين وبناء وتشييد الوحدات السكنية، ولكن المشكلة لم تحل بشكل كامل، موجهاً النقد إلى عدد من الشركات الإستثمارية لعدم بذلهم الجهود الكافية وإهمالهم هذا المجال لعدم تنفيذ عملهم بحسب الأسس النوعية. كما أكد على أن هذا التعامل مرفوض ولا يمكن قبوله من أية شركة، ولا نسمح لأي شركة إلى إهدار الثروات المالية لمواطني كوردستان في الشقق والدور السكنية الرديئة النوعية من أجل إستفادتهم الشخصية والغير شرعية.
كما أعلن أن التشكيلة السادسة والسابعة لحكومة أقليم كوردستان قامت بإعادة النظر في المشاريع الإسكانية وتوزيع الأراضي، ويجب أن تكون المشاريع الإسكانية في مصلحة المواطنين من ذوي الدخل المحدود وأن تكون لهم الأفضلية في الإستفادة من هذه المشاريع.
وفي ختام كلمته، كشف نيجيرفان بارزاني بأنه بموجب آخر البحوث التي قامت بها هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان والعراق وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة ومؤسسة راند الأمريكية، فأن نسبة الفقر في كوردستان انخفضت الى 3,5 في وقت كانت في عام 2007 بنسبة 4.7% في وقت مازالت النسبة في العراق مازالت النسبة 19%. وهذا ما يشجع حكومة إقليم كوردستان أكثر للعمل إلى رفع المستوى المعيشي لذوي الدخل المحدود. وأكد أن حكومة إقليم كوردستان تولي إهتماماً بالغاً بالمشاريع الصغيرة، لأن التجربة أثبتت أن هذه المشاريع من شأنها رفع المستوى المعيشي للفرد.