بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير كوردستان الأبية
بعد أحداث سوريا تصورنا إن فرصة ملائمة قد أتيحت للشعب الكوردي في غرب كوردستان تنتهي فيها معاناة عشرات السنين من الإنكار وحرمان الكورد من حق المواطنة، وان يحصل الشعب على حقوقه المشروعة في ذلك الجزء من كوردستان، وقد دارت أحاديث شتى عن أوضاع غرب كوردستان، أحاديث كثيرة وخاطئة، تاجر فيها البعض وكانت أولى تجارتهم موضوع غلق الحدود مع الإقليم التي لم ولن تغلق الحدود أبدا بوجه المساعدات الإنسانية.
ومن أجل بيان الحقائق لشعب كوردستان واطلاعه عليها ارتأينا عرضها أمام الرأي العام، وهدفنا من ذلك الحرص الكبير على مستقبل إخوتنا في غرب كوردستان، وإيجاد حل للأوضاع الحالية التي تمر بها ومنع تدهور الأوضاع نحو الأسوأ.
منذ البداية عملنا بجد وسخرنا كل الإمكانيات السياسية والدبلوماسية للإقليم في مساعدة أخوتنا في هناك للاستفادة من هذه الفرصة المتاحة للشعب الكوردي، وفي 28/11/2011 شاركنا شخصيا في أول اجتماع للأطراف الكوردية في سوريا وأبلغناهم باستعدادنا لمساعدتهم كإخوة لنا بشرط أن يكونوا موحدين، وأن نقف معهم في أي قرار يتخذونه تجاه النظام أو تجاه المعارضة.
وفي خضم الأحداث هناك بقي الشعب الكوردي محايدا بين النظام والمعارضة، وكان عليه أن يسخر جهوده فقط من أجل الحصول على حقوقه القومية والديمقراطية، لكون النظام والمعارضة لم يكون لديهما أي استجابة ايجابية لحقوق الكورد، لذا كان من الضروري أن تتوحد كافة الأطراف الكوردية ويكون لها خطابا سياسيا واحدا.
ولأجل ذلك تم في 11/7/2012 تشكيل الهيئة العليا بموجب اتفاقية اربيل لتعمل على تأسيس خطاب سياسي موحد للشعب الكوردي يتلائم مع الوضع الراهن حاضرا ومستقبلا في سوريا، ولكن ومع الأسف فان (PYD) مع استفادته من اتفاقية أربيل، لم يلتزم بها، بل وأقصى جميع الأطراف، وحاول بقوة السلاح وبالاتفاق مع النظام فرض الأمر الواقع مدعين أنهم أشعلوا الثورة في غرب كوردستان، ولكن أية ثورة وضد من؟ فقد سلمهم النظام تلك المناطق.
والحقيقة انه لو كانت لهذه الأعمال التي قامت بها (PYD) أية مكاسب قومية لكانت ستقبل منه، لكن المحصلة هي أن (PYD) تفرد بغرب كوردستان مستفيدا من اتفاقية أربيل وبمعاونة النظام، وهذه لعبة خطيرة على مستقبل شعبنا هناك، لأن (PYD) لم تتوقف عند الاستيلاء على غرب كوردستان بل بدأت بقتل واعتقال أعضاء الأحزاب الأخرى.
ولذلك ينتابنا قلق جدي إزاء مستقبل غرب كوردستان وضياع فرصة مهمة وسانحة للكورد. لان النظام لم يعترف بأي حق من حقوقهم مقابل الدعم الذي يقدمه له (PYD)، والمعارضة تعد الكورد كحليف للنظام، وهذه تخلق مشاكل جدية لشعبنا في المستقبل، ومنذ بداية الأحداث كان من المفترض أن لا يتدخل الكورد في الحرب والمعارك الدائرة في سوريا، إلا في حالة الدفاع عن النفس، ولكن (PYD) ورط شعبنا في حرب ليست حربهم ولا في مصلحتهم، بل أدت هذه الحرب إلى تشريد عشرات الآلاف من مواطني غرب كوردستان.
لقد وقفوا بالضد من الوحدة القومية، حيث وصل الأمر بهم أن يمنعوا علم كوردستان هناك. وقاموا منفردين بإعلان إدارتهم في غرب كوردستان بشكل انفرادي مقصين جميع الأحزاب الكوردية الأخرى، ونحن نؤكد هنا موقفنا الثابت من مساندة الخطوات التي تقررها كافة الأطراف موحدة ولن نتعامل مع أية قرارات انفرادية.
إننا نأمل أن تكون التحولات المستقبلية في صالح الشعب الكوردي وننصح كافة الأطراف الكوردية و (PYD) أن يوحدوا صفوفهم وأن يعودوا إلى مبادئ اتفاقية أربيل. وإننا على ثقة تامة بأنها الطريق الأصوب نحو تقوية موقع الكورد في سوريا التي نساندها بكل طاقتنا.
نحن على مسافة واحدة من كافة الأطراف فهم جميعا أخوة لنا ونسعى لكي يحصلوا على حقوقهم وأن يكون لهم قرارهم الحر، وإذا أصيب (PYD) بالغرور واستمر في إقصاء إخوته فليس باستطاعته وحده مواجهة التحديات والمخاطر بل انه يعرض مستقبل الشعب الكوردي لمخاطر جدية. ولذلك فانه ما لم تعود كافة الأطراف إلى اتفاقية أربيل، فلن يبقى للهيئة العليا أية معنى ويتحمل (PYD) مسؤولية ضياع الفرصة التاريخية.
مسعود بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
14/11/2013م