تجدر الإشارة أن خطاب بارزاني هذا لايعني بأن أكراد العراق يريدون أن يدخلوا ساحة الحرب بشكل مباشر فهذا الدعم لم يكن عسكريا، بل هو عبر مساعدات إنسانية ومعنوية؛علی سبیل المثال فإنّ الأكراد بوسعهم أن يمهدوا الأرضية للجوء الأكراد السوريين. نحن نرى اليوم بأن السلفيين والإسلاميين المتطرفين والقاعدة قاموا بحصد أرواح المئات من الأكراد في سوريا. لهذا السبب فقد أمر بارزاني بتشكيل لجنة للبحث والتحري لهذا الأمر وإعلام النتائج الفاصلة.
وبعد إعلام النتائج أنهم مستعدون لدعم أكراد سوريا معنويا وإنسانيا وذلک في إطار الحكومة المركزية. ولو أنه يمكن طرح القضايا الهامة للأكراد ودعمهم في الجمعیات الدولية فيما بعد. في الفترة الراهنة أنّ قضیة القاعدة والسلفيین في سوریا أدت إلی رد فعل الدول الأخری واحتجاجاتهم تجاه هذه الإجراءات. ما تقوم به القاعدة والسلفيون من أعمال العنف المفرطة في البلدان المختلفة خاصة في المناطق الكوردية من سوريا يوشك أن یتحول إلى موقف في غایة الخطورة، لأننا نشهد یوما بعد یوم أعمالا إرهابية واغتيالات في سوريا والعراق. یجدر بالذکر أن حالة التأهب هذه هي نتیجة لإشتراكات أكراد العراق وأكراد سوريا في العنصر واللغة. وبغض النظر عن هذه المشتركات أنّ جميع المسلمين بل الناس کافة في جمیع أنحاء العالم یحتجّون علی مايحدث من مجازر في سوريا. لابد للعالم أن یدین هذه المجازر التي تقوم به القاعدة ولایسمح للقاعدة بقتل الأبرياء من الأکراد وغيرهم. فحين يقتل كوردي سوري في المنطقة لایمکن مثلا لأكراد إقليم كوردستان العراق أن یبقوا صامتین، کما أنّهم قرروا الآن أن یدعموا الأکراد في سوریا بأعمال دیبلماسیة وآمنة. فالیوم حكومة العراق الإسلامية تعیش أیضا في ظل القاعدة إذن لایمکن غض البصر عن أعمالهم هذه.
ولابد أن نذكر بأن الحالة الراهنة عند الأكراد ستكون بصالح سوريا لأن الحالة الجغرافیة لمناطق الأکراد في سوریا تحدد النظام السوري أن يستقر ویعمل في هذه المناطق بشکل ملحوظ وأن الأكراد هم أنفسهم يدافعون عن أراضيهم، إذن في هذه الظروف لابدّ أن نرى كيف تكون مواقف سوريا تجاه قضیة الأكراد، وهل تهتم سوریا بحقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق التجنیس للأكراد في سوريا أم لا. إذ إنه في الظروف الراهنة لم تکن هنا کحکومة غير سوريا یمکنها أن تعمل في الدفاع عن حقوق مواطنیها الأكراد أمام مجازر القاعدة والسلفیین في حق أکراد سوريا.
*ممثل إقليم كوردستان العراق
جریدة قانون ـ الإثنین 21 من شهر مرداد 1392 ـ رقم 216