تمر علينا اليوم الذكرى السنوية السادسة والعشرين لأبشع جريمة تأريخية ضد الشعب الكوردي والإنسانية جمعاء، عندما قام سلاح الجو البعثي بقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية، وأُستشهد على أثرها خلال دقائق معدودة أكثر من 5000 مواطن وخلَّف الآلاف من الجرحى وتلوث بيئة حلبجة بالسموم.
وبهذه المناسبة الأليمة، ننحني إجلالاً وإكباراً أمام الشهداء الأبرار، لنجدد مشاعر الحزن والأسى للجرحى وذوي ضحايا تلك الفاجعة، ففي الوقت الذي تعتبر هذه الجريمة من أكبر وأبشع الجرائم في تأريخ الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، أضحت في الوقت نفسه مفتاحاً لحل العقد لمآسي الشعب الكوردي.
وعلى الرغم من عدم إتخاذ المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة في حينها لنجدة شعبنا واتخاذه موقف الصمت، ولكن بفضل الجهود والنضال المستمر على مر السنين، والذي أدى إلى إعتراف المجتمع الدولي ومراكز القرار ببشاعة هذه الكارثة، وبدأت خلال السنوات القليلة الماضية حملة لتعريف فاجعة حلبجة بالجينوسايد من قبل العديد من دول العالم، وإستمرار هذه الحملة بفضل مساعي وجهود حكومة إقليم كوردستان وأصدقاء الشعب الكوردي والمخلصين.
وتزامنت الذكرى السنوية السادسة والعشرين لهذه الكارثة، مع صدور قرار بتحويل حلبجة إلى محافظة، لذلك مع المشاركة في مشاعر الحزن والأسى لإستذكار الضحايا، نهنيء في الوقت نفسه أهالي مدينة حلبجة الصامدين، ونجدد العهد بأن حكومة إقليم كوردستان تعتبر أية خدمة تقدمها لمدينة حلبجة وذوي الضحايا من واجباتها وسوف لن تذخر جهداً في خدمتهم.
المجد والخلود للشهداء وندعو الشفاء للمصابين والجرحى والصبر والسلوان لذوي الضحايا، ونتقدم بالتهاني لمدينة حلبجة وجماهيرها وجميع الكوردستانيين بمناسبة تحويلها إلى محافظة.
مجلس وزراء إقليم كوردستان
16/3/2014