أربيل: إستقبل نيجيرفان بارزاني رئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، اليوم الخميس 8 أيار 2014، وفداً من الإتحاد الأوربي ضم عدد من سفراء الدول الاوربية لدى العراق.
وخلال الإجتماع الذي حضره عماد أحمد نائب رئيس الوزراء وفلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية وعدداً من المستشارين في مجلس الوزراء، أعلنت السيدة يانا هايباشكوفا سفيرة الإتحاد الاوربي لدى العراق ورئسة الوفد نبذة عن أهداف الزيارة إلى إقليم كوردستان، وأعربت عن سعادتها لهذه الزيارة التي جمعت عدد من سفراء دول الإتحاد الأوربي وإجتماع الوفد بشكل جماعي مع رئيس وزراء الإقليم، بهدف الإستماع عن كثب إلى وجهات نظر وسياسات ومواقف إقليم كوردستان بخصوص المرحلة الراهنة في العراق، ولفهم الأوضاع الآنية والمستقبلية في العراق.
بعدها قدمت تهانيها بمناسبة نجاح العملية الإنتخابية، وأعلنت أن نجاح هذه الإنتخابات وعملية التصويت محل سعادتهم والإتحاد الاوربي. كما أوضحت أنهم يتفهمون حدوث بعض الإشكالات الفنية في عملية فرز الأصوات وتعدادها، ولكن بالرغم من ذلك فان إجراء الإنتخابات أثبتت رغبة الشعوب العراقية وإصرارها على العملية الديمقراطية، وأن الإتحاد الاوربي قام بمتابعة عملية الإنتخابات من خلال المشاركة في عملية المراقبة، وأثبتت أن هذه الإنتخابات كانت نزيهة وجرت في وقتها المحدد وبموجب الدستور العراقي.
كما أكدت أن مجلس وزراء الخارجية لدول الإتحاد الأوربي والذي يمثل 28 دولة أوربية سيعقد إجتماعاً موسعاً قبل نهاية شهر حزيران المقبل، لإتخاذ قرارة حول العلاقة مع العراق ومستقبله؛ عليه فان هذه الزيارة تعتبر في غاية الأهمية للإطلاع بشكل مباشر على الأوضاع الراهنة وإعداد تقرير مفصل عن الأوضاع وإيصال رسالة اليوم إلى 28 عاصمة أوربية. وأوضحت أيضاً أن الزيارة إلى إقليم كوردستان دليل على مدى إلتزامنا وعمق علاقاتنا مع إقليم كوردستان ودعمنا للمباديء الأساسية مثل الديمقراطية والدستور وسيادة القانون وحقوق الإنسان.
من جانبه إستعرض نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان وجهات نظره حول الإنتخابات وأعرب عن سعادته بنجاح عملية الإنتخابات التي باتت عرفاً ثقافياً لدى المجتمع ويمارس المواطنون حقهم في المشاركة في تغيير مسار نظام الحكم ، فضلاً عن ذلك نلاحظ أنه بعد هذه العملية، إهتمام شعوب إقليم كوردستان يوماً تلو الآخر في الإهتمام والمشاركة في هذه العملية. كما وصف هذه الإنتخابات بفرصة سانحة، ولكن الصورة لم تتضح أكثر، قبل الإعلان النهائي لنتائج التصويت والبدء بعملية المحادثات، لمعرفة إتجاه مسار هذه العملية.
وبخصوص العلاقة والخلافات بين أربيل وبغداد وقضية الموازنة، نوه رئيس الوزراء أن قطع الميزانية ورواتب موظفي إقليم كوردستان كان غير متوقاً من قبل بغداد.
وفيما يخص تشكيل الحكومة المقبلة في العراق، شدد نيجيرفان بارزاني، أنه من المفروض عراق اليوم أن لا يفكر بحكومة أغلبية، لأن الحل الوحيد لمعالجة المشاكل العراقية هو تحقيق الشراكة لمشاركة جميع المكونات الأساسية في العملية السياسية، وخاصة أنه بموجب الدستور هناك حالياً نظام فيدرالي في العراق.
وبخصوص وحدة الصف مواقف الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، أعلن رئيس الوزراء: حتى بوجود إختلافات في الرأي والمواقف ووجود مشاكل داخل إقليم كوردستان، ولكن الأطراف الكوردستانية ستتخذ موقفاً موحداً في حال ظهرت مشاكل بين أربيل وبغداد، وذلك من أجل ضمان مستقبل مشرق لإقليم كوردستان. وأضاف قائلاً : أننا نرى هذه الإنتخابات فرصة نهائية لتعديل مسار الحكم في العراق.
وفيما يتعلق بقضية النفط؛ جدد نيجيرفان بارزاني على أن السياسة النفطية لإقليم كوردستان في إطار الإلتزام بالدستور وحماية مصالح إقليم كوردستان، عليه فان إقليم كوردستان مصر على ممارسة حقوقه الدستورية.
من جانبه جدد عماد أحمد نائب رئيس الوزراء على أن ما أقدم عليه إقليم كوردستان بخصوص قضية النفط كان في إطار الحقوق الدستورية لإقليم كوردستان وحقوق الشراكة الحقيقية في العراق ولضمان الشراكة في السلطة والموارد، ولكن بغداد لم تلتزم بمدأ الشراكة.
الاوضاع الأمنية وظروف محافظة الأنبار وأوضاع النازحين من تلك المناطق واللاجئين السوريين في إقليم كوردستان، كان جانباً آخراً من هذا اللقاء. حيث ثمن وفد الإتحاد الأوربي عالياً جهود حكومة إقليم كوردستان في مجال مساعدة هؤلاء اللاجئين وتقديم الخدمات لهم والتقليل من معاناهم. وأعلن الوفد عن إفتتاح مكتب للإتحاد الأوربي في إقليم كوردستان قريباً والذي من شأنه تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين. ومن المقرر أن يبدأ المكتب عمله قريباً في الإقليم.
هذا وطرح سفراء الإتحاد الأوربي خلال الإجتماع عدد من الأسئلة والملاحظات حول المشاكل بين أربيل وبغداد ومسألة تشكيل الكابية الثامنة لحكومة إقليم كوردستان.
وفي الختام أعرب نيجيرفان بارزاني عن شكره وتقديره لزيارة وفد سفراء الإتحاد الأوربي بهذا الشكل الجماعي إلى إقليم كوردستان للإطلاع على عدد من القضايا والسياسات والمواقف والمشاكل بين إقليم كوردستان والعراق. وجدد التأكيد على أن غقليم كوردستان يرغب في تعزيز وتعميق أسس النظام الديمقراطي وتنمية المؤسسات، وبهذا الصدد دعا الإتحاد الأوربي إلى ضرورة الإستمرار في دعم ومساندة إقليم كوردستان لكي يتمكن من تحقيق تلك الأهداف التي ناضل من أجلها.