أعربت حكومة إقليم كوردستان عن شكرها وإمتنانها للرئيس باراك أوباما لإتخاذه قراراً بشن الهجمات الجوية ضد قوى الظلام داعش الإرهابية، التي قامت بقتل المواطنين الأبرياء في كوردستان والأقليات العراقية مثل الأيزيديين والمسيحيين والشبك والأقليات الصغيرة الأخرى،مما شكل لدينا مخاوف من إبادة هذه الأقليات القومية والدينية إذا لم يضع حداً لمنظمة داعش الإرهابية، وما كان يقلقنا هو قيام الإرهابيين بحملة جينوسايد شاملة ضد هذه المكونات المسالمة. بالاضافة إلى مخاوفنا من الأيدلوجيا اللاإنسانية في القتل والذبح أن تشكل خطراً على وجود كوردستان الذي يعتبر الإقليم الوحيد في العراق الذي ينعم بالاستقرار والديمقراطية والتسامح.
نعبر عن شكرنا وإمتناننا لجميع الرجال والنساء في الجيش الأمريكي في قيامهم بهجمات لتصفية قوات داعش الإرهابية. كما نتقدم بالشكر إلى مجلس شؤون الخارجية للإتحاد الأوربي لإتخاذه قرار السماح للدول الأعضاء في الإتحاد وممثلياتها في أربيل في توفير المستلزمات العسكرية لحكومة إقليم كوردستان.
حكومة إقليم كوردستان تثمن عالياً جميع المساعدات الإنسانية والدعم السياسي والدبلوماسي لإقليم كوردستان من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا والنرويج وتركيا وإيران والإمارات العربية المتحدة وهولندا وبولونيا وجمهورية التشيك وهنغاريا والنمسا واليابان والأردن ومجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة.
أن الجرائم التي قامت بها منظمة داعش الإرهابية ضد الأقليات في كوردستان والعراق، كانت أعمال وحشية، وباعتقادنا أن ما قامت به منظمة داعش الإرهابية يعتبر من أكبر وأبشع الأعمال وحشية منذ هجمات نظام صدام حسين على المواطنين المدنيين الكورد عام 1988 و1989 بالاسحة الكيمياوية؛ مثل أهالي محافظة حلبجة. كما نعتقد أننا ذقنا نصيبنا من القمع والمآسي والمحن حينما هرب مئات الآلاف من الكورد والأقليات الأخرى خوفاً من بطش النظام العراقي السابق في ربيع عام 1991 إلى حدود تركيا وإيران، كنا نعتقد بأننا قدمنا نصيبنا من من التضحيات وتعرضنا للإستبداد بما فيه الكفاية وتعرضنا إلى الإبادة الجماعية والجينوسايد وتعرضنا للمآسي على يد نظام صدام حسين البائد عام 2003؛ أن هذه الأعمال الهمجية تذكرنا بقوى الظلام التي ليس لديها إي إحترام لحياة الإنسان.
أن منظمة داعش الإرهابية وهجماتها الوحشية ضد الأقليات القومية والدينية تشكل مصدر قلق ومخاوف على وجود تلك الأقليات المسالمة في شنكال ومناطق نينوى، الذين تمكنوا من الهرب إلى ملجأ آمن؛ وبسبب تلك الجرائم الوحشية التي تعرضوا لها، فهم يعيشون محنة جماعية. ونحن نسعى مع المجتمع الدولي من أداء وتحمل مسؤولياتنا في حماية الأقليات القومية والدينية في كوردستان والعراق.
من الواجب علينا العمل على تشييع الأشخاص الذين أصبحوا في عداد الضحايا نتيجة هذه الأعمال الإرهابية على أحسن وجه، وتقديم المساعدات والعناية الضرورية للجرحى والمنكوبين الموجودين حالياً في كوردستان، وتكثيف جهودنا لإعادة النساء والأطفال المخطوفين من قبل منظمة داعش الإرهابية. وفي الوقت نفسه رعاية النازحين الذين ذهلوا مما أصابهم نتيجة إختطاف الأرهابيين لذويهم والعمل على تخفيف آلامهم ومعاناتهم.
نجدد شكرنا ثانية لجميع القياديين السياسيين وأعضاء البرلمان والقادة العسكريين وفرق الإنقاذ ووكالات الأمم المتحدة والفرق الصحية وقوات البيشمركة والسكان بشكل عام الذين قاموا بالواجب وقدموا ما بوسعهم في إنقاذ أكبر نسبة من المواطنين. ولنا كامل الثقة عند وصول المستلزمات العسكرية إلى قوات البيشمركة، سيكون بامكانهم حماية المواطنين والمكتسبات الديمقراطية والتعددية القومية والدينية والتسامح والتعايش في إقليم كوردستان باعتبارها من القيم التي تتمتع بها كوردستان والتي تجعلها مختلفة عن باقي المناطق الأخرى. أن الدعم والمساندة الدولية دليل على أننا نمضي قدما نحو الطريق الصحيح ونناضل من أجل تلك القيم والأسس الصحيحة.
مجلس وزراء إقليم كوردستان
20 آب 2014