بحضور السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، والسادة ممثلي الدول الأجنبية والسلك الدبلوماسي، وعدد من أعضاء البرلمان، والوزراء في حكومة إقليم كوردستان، أقيمت صباح اليوم الأثنين 7/9/2015، في العاصمة أربيل مراسيم مؤتمر شبكة الحماية الإجتماعية من قبل وزارة العمل والشؤون الإجتماعية وذلك على قاعدة الشهيد سعد عبدالله.
وخلال المراسيم، وبعد تقديم كلمة الترحيب من قبل الهيئة التحضيرية للمراسيم، قدم السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان كلمة، تحدث فيها عن أهمية مشروع النظام الألكتروني لشبكة الحماية الإجتماعية لحكومة إقليم كوردستان، ووصفها بخطة أخرى من خطوات حكومة الإقليم لإرسال نظام حكم له مشاركة فعالة في عملية مواصلة الإصلاحات وتطوير عمل الحكومة، نظام إداري، وتسهيل تسيير شؤون المواطنين، كما أن من شأن هذا المشروع أن يشكل عقبة بوجه مسألة تعدد الرواتب في صفوف المستفيدين من هذا النظام، وهذا يمثل خطوة غضافية نحو تثبيت العدل والمساواة في مسألة الرواتب والمخصصات والمساعدات المالية الأخرى..
وأوضح أيضاً أن المشروع وفكرة وضع نظام ألكتروني لشبكة الحماية الإجتماعية، هو ليس مشروع وفكرة حكومية جديدة، حيث قامت الحكومة سابقاً بتوفير جميع متطلبات هذا المشروع، ولكن ما هو محل شكرنا وتقديرنا؛ أن السيد محمد هاودياني وزير العمل والشؤون الإجتماعية، مع المباشرة بمهام عمله في التشكيلة الثامنة للحكومة، قام بتسريع الخطى نحو الإصلاح، وبدأ بوضع المشروع وأوصله إلى مرحلة حيز التنفيذ، وبفضل ذلك تم ربط جميع الدوائر ومؤسسات وزارة العمل والشؤون الإجتماعية بديوان الوزارة بنجاح، وهذا من جانب سيكون أحد عوامل تطوير نظام الحماية الإجتماعية، ومن جانب آخر يعتبر خطوة صائبة وجدية للإصلاح والتصدي للفساد الإداري.
كما تقدم بالشكر باسم حكومة إقليم كوردستان للعمل المشترك لكل من وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ووزارة التخطيط والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والفرق التابعة لها، والذين تمكنوا معاً من إجاز عمل مهم وناجح، وسيكون نموذجاً جيداً لإرسال وإستخدام نفس النظام في العديد من الوزارات والمؤسسات الأخرى في حكومة إقليم كوردستان. كما اوضح أيضاً بأن حكومة إقليم كوردستان تسعى بشكل متواصل من أجل إجراء إصلاحات في جميع القطاعات والميادين، والإستفادة من التكنولوجيات الحديثة وأغنى وأنجح التجارب، وأن تضع نظام للعمل وإدارة الشؤون الحكومية في جميع مؤسساتها والإستمرار في هذه العملية.
وفي سياق كلمته، تحدث السيد رئيس الوزراء عن الإصلاحات، منوهاً إلى أن هذه الإصلاحات ستشمل جميع القطاعات، وهنالك إرادة جدية للإصلاح، وأنه على إعتقاد بأن الإصلاح الجدي والحقيقي يأتي بالصبر والهدوء ورحابة الصدر والوعي، وعن طريق الخطط والبرامج للوصول إلى نتائج، وليس بالعمل بغياب برنامج والإجراءات السريعة والغير منتظمة. مؤكداً في الوقت نفسه على أن عملية الإصلاح هي عملية ليست فارغة ومقطوعة عن السبل والإجراءات الأخرى، بل هي عملية واسعة وطويلة المدى لها علاقة بكثير من العوامل المشتركة والمختلفة ولا يمكن أن ننظر إليها على انها تشمل فقط قرار رئيس الوزراء، أو مجلس الوزراء، للإصلاح، أو على انها خطة قصيرة الأمد،بل متوسطة وطويلة الأمد وينبغي على مثل هذا المشروع تنفيذه حالياً من قبل وزارة العمل والشؤون الإجتماعية.
كما كشف أيضاً بأن إتخاذ خطوات عملية في عملية الإصلاح، في وقت أن حكومة إقليم كوردستان في حرب ضارية ضد الإرهاب، وتمر بضروف سياسية، إقتصادية صعبة، يعطي فقط معنى واحد؛ وهو ان حكومة إقليم كوردستان مصرة على إجراء عملية الإصلاح، وإنها تؤمن على أن الإصلاح هو عامل مساعد في معالجة الكثير من المشاكل والأزمات، وضمان توفير العدالة وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، علية فان الإصلاح هو جزء كبير من برنامج الحكومة ومنذ اليوم الأول من بدء الحكومة مهامها، حاول السادة الوزراء بكل إخلاص من أجل ذلك، وإتخذ الكثير منهم خطوات جيدة. كما إستذكر رئيس الوزراء؛ في بداية عام 2014 وعقب بروز المشاكل مع بغداد، ومن أجل التصدي للأزمة المالية، بدأت حكومة إقليم كوردستان ببعض الخطوات العملية، بهدف تقليص الخرجيات وزيادة الموارد، وليس بعيداً أن يرى مواطنو كوردستان نتائج أكثر للإصلاحات.
وفي ختام كلمته، أثنى رئيس الوزراء على جهود وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ووزارة التخطيط في حكومة إقليم كرودستان والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لإنجاح هذا المشروع.
عقبها وفي مؤتمر صحفي مشترك مع السيد وزير العمل والشؤون الإجتماعية، تطرق السيد نيجرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان إلى الإجتماع الخماسي بهدف التوصل إلى معالجة المشاكل الداخلية في إقليم كوردستان وبشكل خاص مشروع قانون رئاسة إقليم كوردستان، منوهاً إلى أن الإجتماعات ستستمر وهنالك رغبة عند جميع الأطراف للتوصل إلى إتفاق بشأن هذه المسألة، وأنهم في الحزب الديمقراطي الكوردستاني يرغبون في حل المشاكل عن طريق الحوار والتفاهم وأن جهودهم ستستمر في هذا المجال، معرباً عن أمله التوصل إلى إتفاق خلال الإجتماع المقبل الذي من المقرر إنعقاده يوم 13/9/2015.
كما جدد التأكيد على أن الأوضاع التي تمر بها المنطقة بشكل عام والحرب ضد إرهابيي داعش والأزمة المالية بشكل خاص كان من المفروض أن تكون عوامل لتوصل الأطراف أسرع إلى إتفاق، ولكن ما يبعث الأمل هو إستمرار المباحثات والإجتماعات.
وبشأن علاقات إقليم كوردستان مع بغداد، جدد رئيس الوزراء إقليم كوردستان على أن العلاقات مع بغداد جيدة ومستمرة، لكن بغداد مشغولة بعدد من شؤونها، وهم في إقليم كوردستان أيضاً مشغولون بالمشاكل ذات علاقة بالإقليم، ومن أجل المباحثات بين الجانبين فهم على إستعداد لزيارة بغداد إذا لزم الأمر.
بخصوص إجتماعات الحكومة وعملية الإصلاحات في المؤسسات الحكومية، أكد سيادته على ان الحكومة ستجتمع وستستمر في الإجتماعاتها. وبخصوص الإصلاحات أيضاً نوه إلى أنه منذ بداية التشكيلة الجديدة للحكومة، كان الجميع مصر على إجراء الإصلاحات، ووضعوا برامج جيدة من أجل ذلك، وأن جميع الوزراء المحترمون في الكابينة الثامنة سارعوا في اتخاذ الخطوات نحو الإصلاح، ولكن ما كان عثرة في طريق هذه العملية هو الوضع السياسي الراهن في إقليم كوردستان، وهذا لا يدل على أن الحكومة سوف لن تجري إصلاحات، وإنما ستواصل في جهودها، ووصف في هذا السياق مشروع النظام الألكتروني لشبكة الحماية الإجتماعية بخطوة نحو الإصلاح.
وبخصوص مصير الأربعة آلاف كادر حزبي، وعقب توقف منظماتهم المدنية في السليمانية وتوزيعهم على المؤسسات الحكومية، وبعد إلغاء هذه الإجراءات، طمئن سيادته ؛ بأن راوتب هؤلاء الكوادر لن تفوت، بل هم بحاجة إلى إعادة التنظيم، لأنهم لا يملكون أمر إداري لتعيينهم، وينبغي معالجة هذه المسألة، منوهاً إلى أن هدفهم من هذا القرار هو ليس قطع راتب أي فرد، بل هو إعادة تنظيمهم.
إما بخصوص عدم وجود مبالغ مالية في حساب إقليم كوردستان في هالك بانك التركي، أكد السيد رئيس الوزراء بانه من الممكن عدم وجود مبالغ في البنك وهذا أمر إعتيادي، لأنه بهدف توفير الرواتب السابقة تم تحويل المبالغ من أوربا إلى إقليم كوردستان مباشرةً، ولكن بعد ذلك كلما يتم بيع النفط سيذهب المبلغ إلى هذا الحساب في هالك بانك ومن هناك سيتم تحويله إلى إقليم كوردستان.
ورداً على إحدى الأسئلة بخصوص هجرة المواطنين إلى خارج البلاد وأسبابها وسبل معالجتها، أكد على أن هجرة المواطنين إلى الخارج ليست مسألة خاصة باقليم كوردستان فقط، بل شملت المنطقة كلها، وأن أسباب هذه الهجرة كثيرة، وأن عدد المهاجرين من إقليم كوردستان مقارنةً مع دول المنطقة قليل جداً، ولكن مع ذلك فان حكومة إقليم كوردستان مستمرة في محاولاتها من أجل تحديد الأسباب ووضع سبل لمعالجتها بهدف قطع الطريق أمام موجات هجرة مواطني إقليم كوردستان إلى الخارج.