بحضور السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، والمجلس الروحاني وعدد من الشخصيات الدينية من الأيزيديين والمسلمين والمسيحيين وذوي الشهداء والوزراء وأعضاء البرلمان والمسؤولين الإداريين والعسكريين في إقليم كوردستان، جرت صباح اليوم الخميس 13/8/2015 مراسيم تشييع ودفن 67 شهيداً من الشهداء الأيزيديين الذين اُستشهدوا على يد إرهابيي داعش.
وخلال المراسيم وعقب كلمة الترحيب من قبل اللجنة التحضيرية للمراسيم وعدد من الكلمات الأخرى، قدم السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان كلمة، تحدث فيها عن الغدر والظلم الذي وقع على شعب كوردستان بشكل عام وخاصة الكورد الأيزيديين، تارة بسبب قوميتهم الكوردية وتارة أخرى بسبب ديانتهم الأيزيدية، حيث أُرتكبت بحقهم هذه الجريمة، مما أحدث جرحاً عميقاً لشعب كوردستان، وأقدم أعداء الشعب الكوردي على هذه الجريمة بهدف إبادة الكورد الأزيديين، ولكن بفضل التضحيات ونضال الكورد الأيزيديين وكافة البيشمركة الأبطال فان الشعب الكوردي سيحقق الإنتصار النهائي وسيتم تحرير شنكال وجميع المناطق الكوردستانية الأخرى من أعداء الله والإنسانية، ويجب عدم ترك شبراً واحداً من أرض كوردستان تحت يد الأعداء والإرهابيين، وأن الدماء الزكية لشهدائنا الأبرار وصراخ وعويل الأمهات والأخوات الأيزيدييات ستكون خميرة النصر النهائي لكافة المناطق الكوردستانية وبشكل خاص تلك المناطق التي يقطنها الكورد الأيزيديون.
منوهاً إلى أن شنكال وجميع المناطق سوف تحرر مهما كلف الأمر، وسوف تعود إلى إقليم كوردستان وسيعود الإعمار والتعايش والهدوء والإستقرار إلى هذه المدينة التأريخية العريقة التي كانت منذ القدم مهداً للتعايش الديني والقومي وجميع المكونات القومية والدينية الأخرى.
كما اضاف ايضاً باننا لن ننسى دماء الشهداء والجراح العميقة لذويهم والمآسي وتضحيات الكورد الأيزيديين النازحين داخل المعسكرات، وسنحاول مع مؤسسات حكومة إقليم كوردستان إلى تحسين ظروفهم المعيشية، على أمل تحرير مناطقهم وعودتهم مرفوعي الرأس إليها بأسرع وقت ممكن.
وفي سياق الكلمة جدد التأكيد بأن حكومة إقليم كوردستان تواصل جهودها من أجل تحرير أولائك الأيزيديين الباقين في قبضة إرهابيي داعش، وسوف لن تذخر جهداً من أجل تحريرهم، موضحا بأن الحكومة قامت بفتح مكتب خاص لهذا الغرض وتمكنت لحد الآن من تحرير 2058 فتاة من الأخوات والأخوة الأيزيديين من قبضة الإرهابيين، معرباً عن شكره للهيئة العاملة في هذا المكتب وبشكل خاص السيد خيري بوزاني المدير العام لشؤون الكورد الأيزيديين لجهوده في تنفيذ عمله في هذا المجال.
كما اعلن أنه؛ على المستوى الدولي أيضاً قامت حكومة إقليم كوردستان بتشكيل فريق برئاسة السيد محمود حاجي صالح وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين من أجل تعريف هذه الجرائم التي أُرتكبت بحق الكورد الأيزيديين، على المستوى الدولي كجينوسايد، وبهذا الصدد تم إنجاز عمل جدي، مثنياً على جهود هذا الفريق.
في جانب آخر من كلمته، تحدث السيد رئيس وزراء إقليم كوردستان عن ظاهرة هجرة عدد من الشباب الأيزيديين إلى خارج البلاد، وكشف بأنهم تحدثوا مع السادة في المجلس الروحاني والشخصيات الأيزيدية، ووصف هذه الهجرة بشيء خطأ، لأنه صحيح حدثت كارثة كبيرة في هذه المنطقة، ولكن الأيزيديين لا يمكنهم حماية الديانة الأيزيدية في أوربا والغربة والأماكن التي تتواجد فيها الديانة الأيزيدية، فمعابد لالش النوراني وشنكال وشرفدين ليسوا في أوربا وديار الغربة، داعياً الشباب والمجتمع الأيزيدي بشكل عام إلى إعادة النظر في الهجرة وعدم ترك موطن آبائهم وأجدادهم.
بعدها تحدث رئيس الوزراء عن التعايش بين جميع القوميات والأديان في كورستان، ووصف هذا التعايش بلوحة جميلة، مؤكداً على أن هذا التعايش هو ضمان التقدم والنجاح للشعب الكوردي، لافتاً النظر بأن حضور جميع القوميات والأديان في مراسيم اليوم، بمثابة رسالة إلى أصدقاء وأعداء كوردستان بحتمية إستمرار هذا التعايش.
وفي ختام الكلمة، أعرب السيد نيجيرفان بارزاني عن خالص مؤاساته وتقديره لهؤلاء الشهداء، معرباً عن شكره للبيشمركة الأبطال الذين تمكنوا من من حماية الأرض والوطن من الإرهابيين، وبشكل خاص أولائك الذين تمكنوا من الدفاع عن مزار شرفدين وحمايته وصد الطريق أمام إرهابيي داعش وعدم نيلهم من هذا المزار.