نيجيرفان بارزاني: نعمل من أجل خلق مجتمع خال من العنف ضد المرأة

  • الثلاثاء, 25 تشرين2 2014

 

 

 

 

شارك السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، صباح اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 ، في مراسيم الحملة الإعلامية لنشاطات مناهضة العنف ضد المرأة، التي نظمها المجلس الأعلى لشؤون المرأة في العاصمة اربيل. ومن المقرر ان تستمر  الحملة لمدة أسبوعين.

وخلال المراسيم التي حضرها قباد طالباني نائب رئيس الوزراء  وعدد من السادة الوزراء في حكومة الإقليم والأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون المرأة، والعديد من المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات الدولية. في كلمة قدمها السيد نيجيرفان بارزاني  بهذه المناسبة، حيا في مستهلها  قوات البيشمركة التي تدافع عن حقوق شعب كوردستان من كوباني وحتى جلولاء  والسعدية.

وأضاف: " ننحني إكباراً إجلالاً للبيشمركة الذين ضحوا بحياتهم وإستشهدوا من أجل الدفاع عن الوطن . نستذكرهم ونتمنى للجرحى الذين إصيبوا في المعارك الشفاء العاجل، ونأمل بتعاون جميع الأطراف لكي  نتمكن من  إخراج بلدنا من هذه الأوضاع الراهنة.

منوهاً إلى أن  إنعقاد هذه المراسيم، والإعلان هن هذه الحملة لهذا العام يأتي في ظروف تختلف عن الأعوام السابقة، في أعقاب هجمات وجرائم الإرهابيين، حيث تعرضت النسوة في تلك المناطق إلى إعتداءات الإرهابيين، وفي ظروف صعبة ووضع إنساني ونفسي قاسي أصبحن ضحية العنف.

واشار رئيس الوزراء إلى أن الهجمات العنيفة لتنظيم داعش الإرهابي، والوضع غير الطبيعي  والمستجدات في المنطقة، أدى إلى تشرد ونزوح عدد كبير من المواطنين، وفقدوا أبنائهم وذويهم الأعزاء، كما أُخطتفت عدد من النساء والفتيات، صحيح أن إقليم كوردستان تمكن من إحتضان  الأخوات والأخوة النازحين من الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين، والشبك، والكاكائيين، والتركمان، والكورد ، والعرب، ولكن بسبب ظروف خاصة إستوجب التعامل معها بشكل مختلف وخاص.

ولفت بارزاني إلى أن إقليم كوردستان يستضيف حالياً أعداد هائلة من النازحين واللاجئين، يقدر عددهم بحوالي مليون وخمسمائة ألف شخص، وأن شعب وحكومة إقليم كوردستان بامكانياتهم المتاحة وبفضل المساعدات والتبرعات الدولية، تمكنوا إلى حد ما من إنشاء مخيمات للسكن لهؤلاء النازحين، وعاد الأطفال في العديد من هذه المخيمات إلى المدارس، كما بُذلت الجهود من أجل عودة الأوضاع الطبيعية، ولكن لن نتنهي المآسي والمحن وهنالك  جهود مستمرة في هذا المجال.

وأضاف: " أن إجتماعنا اليوم هنا يأتي بهدف الإعلان عن هذه الحملة، ونشعر من الصميم بآلام ومحن تلك النساء، اللاتي تم إختطافهن خلال الهجمات الوحشية من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وتحولن إلى سبايا، ويتم التعامل معهن بشكل لا إنساني، والتي تدخل ضمن  حلقة جرائم الحرب والجيونسايد. أن ملف تلك الأخوات الأيزيديات كان منذ البداية محل إهتمامنا البالغ، لذلك بدأنا جملة من الإجراءات. وهدفنا من هذه الأعمال، هو تحرير تلك النساء العزيزات ومساعدتهن للعودة إلى حياتهم الإعتيادية داخل عوائلهن ومجتمعهن" .

كما عبر نيجيرفان بارزاني عن مؤاساته للنساء المسيحيات أيضاً في سهل نينوى والموصل وضواحيها والمناطق الأخرى، اللاتي أجبرن على ترك بيوتهن وممتلكاتهن والنزوح إلى مناطق مختلفة من إقليم كوردستان. مستدركاً أن ما تعرضت له النساء الأيزيديات والمسيحيات بسبب جرائم وهجمات الإرهابيين أحدثت  صدمة وجرحاً في النفوس، هذا الجرح العميق  والشق الإجتماعي الذي كان كبيراً للغاية، بني على ثقافة آلاف السنين من التعايش والوئام والسلم الإجتماعي للمكونات القومية والدينية، وتم تدمير جسور الثقة بين جارين ذوي معتقدين ودينين مختلفين عاشوا معاً بسلام على مر مئات السنين، ولكن مع كل الأسف مع بداية تدهور الأوضاع، إنتهى هذا التعايش العريق بشكل مفاجيء، وأن ما تعرضت  له هذه المناطق  كان بعيداً كل البعد عن التصرفات الإنسانية.

وتطرق السيد نيجيرفان بارزاني في كلمته إلى المرأة الكوردية التي واجهت على مر التأريخ جميع أشكال العنف والإهانة، ولكن أبت إلا أن تبقى صامدة، مثلما  تتصدى اليوم المرأة الكوردية في كوباني لهجمات تنظيم داعش الإرهابي، وفي إقليم كوردستان أيضاً تناضل المرأة بنفس الشكل، ولكن بموجب الإختلاف في الوضع، إتخذ نضال النساء في إقليم كوردستان طابعاً مختلفاً.

ونوه أيضاً إلى: "  أن المرأة في كوردستان اليوم  تشارك بنشاط في الحياة السياسية والبرلمان والمنظمات المهنية، وبفضل جهودها والدعم الحكومي، إستطاعت المرأة من الحصول على نسبة الكوتا في البرلمان 30٪ من المقاعد. أنا بصدد العمل على ذلك، وأملي أن تنعكس هذه النسبة داخل تشكيلة الحكومة المقبلة" .

كما لفت إلى دور النساء وطاقاتهن وقدراتهن، التي كانت متعاونة في صياغة القوانين العراقية وتمكنت المرأة  من الحد من تعدد الزوجات، وتمكنت من تعريف العنف ضد النساء بحجة الشرف كجريمة، من خلال قانون مناهضة العنف العائلي، وتشكيل محاكم خاصة بالعنف، ووصف  كل هذا يقع ضمن مكتسبات نضال نساء كوردستان، مثمناً عالياً هذا النضال. كما أكد على أن الحكومة كسلطة تنفيذية وإدارية في إقليم كوردستان ستستمر في عملها وجهودها، لتحسين وتعزيز ضمان الحقوق والحريات وتطوير العملية الديمقراطية في البلاد. منوهاً إلى أنه للوصول إلى هذا المستوى، ينبغي  مناهضة العنف على جميع المستويات، داخل العائلة وفي محل العمل وساحات القتال.

كما أعرب عن سعادته بأنه وفقاً للمتابعة حول هذه القضايا، فان إقليم كوردستان يشهد إنخفاضاً ملموساً في أرقام وإحصائيات القتل والإنتحار حرقاً في محافظات الإقليم الثلاث، بفضل إرتفاع مستوى الوعي لدى النساء بخصوص حقوقهن، وزيارة مراكز ومكاتب الشرطة والمديريات، وتسجيل الشكاوى ضد المتهمين. وثمن عالياً جهود هيئة الرقابة والمجلس الأعلى لشؤون المرأة ومديرياتها، التي تعمل على ضمان تحقيق العدالة وعدم  إنتهاك حقوق المرأة بأي شكل من الأشكال.

ولم يخفي رئيس حكومة الإقليم إلى مواجهة التحديات بسبب تغيير القوانين في إقليم كوردستان، ومن خلال تنفيذ القوانين، ولكن تم العمل على تخطي تلك التحديات، وذلك من خلال برنامج الوعي العام على مستوى القضاء والشرطة وفي المدارس والجامعات، وعلى الرغم من بقاء  تلك التحديات، لكن هذه العملية بحاجة إلى تعاون جميع الجهات لكي يكتب لها النجاح.
وقال بهذا الصدد:" عملنا في مناهضة العنف، هو النضال ضد جميع القوى المتعصبة والظلامية، سواء في جبهات القتال، أو داخل العائلة، أو التعصب لأي سبب كان في كوردستان، وقد بدأنا هذا النضال منذ فترة طويلة، وحققنا مكاسب في هذا المجال، ولكن هدفنا  هو القضاء على العنف، لأن مجتمعنا لن يتقدم طالما لم تتحرر المرأة من العنف والظلم"  .

وفي ختام كلمته، أعرب السيد نيجيرفان بارزاني عن تمنياته بالنجاح للحملة، وأعلن:" لكي لا ننسى بأن نضالنا يومي، ويتعين علينا جميعاً أن نكون على أهبة الإستعداد لإفشال وإنهاء الإنتهاكات ومناهضة العنف وظلم الإنسان، وأن إنتهاك حقوق المرأة، هو إنتهاكاً لحقوق الإنسان، ويجب محاولة إنهاء هذه الإنتهاكات في بلدنا، عليه لنعمل جميعاً سويةً لتعزيز قاعدة اللاعنف من أجل خلق مجتمع خالِِ من العنف ضد المرأة" .

 

 

 

 

 

 

 

 

Read کد خبر: 707

احدث الأخبار

الحصول على اتصال معنا

اهم الأخبار

حالت های رنگی